
الهروب إلى الزنزانة
وحيدًا أراقب تلك اللحظات التي تحاول هزيمتي/ وحيدًا أرسم مدنًا خالية من الأحلام/ وحيدًا أرسم طرقات بلا شاخصات لا تدل إلا على الفوضى/ وحيدًا أمسك بقلم ضرير يبحث عن كلمات تائهة ارسلها إلى الغيوم العقيمة/حائر قلمي ببن الواقع والخيال

نارُ الحربِ دمُ السلام
الحربُ أشلاءُ موتى وتراثٍ تسيلُ منها دموعنا وغصّات البكاء، ودماءٌ تُغطّي رصيفَ يومنا كُلّما تمرّد فينا وبنا غبارُ أرضٍ وُلدت منذ عهود، والحربُ بكاء الشتاءِ العاجزِ عن مسحِ الخوفِ في عيني طفلٍ رفع الكفّ في ظلامٍ بلا والدين قُتلهما الجوعُ للعدل والأمان

بأسنان متوحشة تضحك الحياة
لن تعِي هَذِه الحياة في عالم اليوم حتى تكون وحشًا، أعرف أنك بريء بنفس القدر الذي أعرف به أنك أحمق وغبي، والحكم الذي أصدرته عليك هو النصيحة الأخيرة لك من هذا العالم أن تكون وحشًا. ضحكتُ لدرجة أن هذا القاضي العظيم الذي مسك ذراعي بقوة أصبح يرتجف

حائط السجن
أخضر لون شجرة الزيتون/ عند مدخل بيتي/ لكني لا أستطيع رؤية أي منها/ لا لون لدمع/ أريد لونًا إضافيًا/ لونًا واحدًا فقط/ ورائحة واحدة غير رائحة الرطوبة الناتجة/ عن تغلغل المياه بالحائط/ الحائط... ماذا يوجد خلف كل تلك الحوائط؟

شتاءٌ رابع في السّجن
لقد طال غيابه/ وطالَ شَعري/ طول غيابهِ الآن أربع ضفائر/ سنةٌ كبيسة/ دورةٌ أولَمبية/ فاتورةُ مياه متراكمة لثمانٍ وأربعين شهرًا،/ حفنةٌ من الثّوراتِ الفاشلة/ ثلاثةُ قبور لم تندمِل بعد في مقبرة العائلةِ/ قبر رابع مجهّز طوال الوقت/ على سبيل الاحتياط

قادة تاتي.. هكذا علّمني السّجن
يتحفّظ السّجين في البداية، يقول محدّثنا، حتى يحيط نفسه بهالة من الهيبة، لأنه يدخل حاملًا حكمًا مسبقًا مفاده أنه سيكون ضحية سهلة على أكثر من صعيد، لكنه سرعان ما يطرح تخوفاته المختلفة، وينخرط في واقعه الجديد بكلّ مفرداته، فهو لا يستطيع أن يبقى منعزلًا

أن تحتفي بمن ظُلم
اليوم السجن أشبه بمتحف أو نصب تذكاري يقف في موقعه شامخًا ليخلد كل من ظلموا داخل جدرانه، ويوظف السجن مسجونين سابقين ليقودوا الزائرين داخل هذا الجحر ويذكروهم بأهمية حرية الرأي والتعبير وبأهمية الشفافية وقيم الديمقراطية.. يخلق هذا السجن أبطالًا ممن ظلم

حدقة تأكل بياضَ العين
هناكَ حيثُ للأرضِ معنى الوجود/ تعيدُ مدارات يومِها/ تُقطِّع أصابِعَها مع هشاشةِ الفول/ تبتسم للبصلِ في الطنجرة/ وتقول لي:/ عودي../ اشتهيتها لك يا حبيبتي/ وأنا يا أمي../ يعرّش حزني على بقايا أوتار الغريب/ يركِنُني وعدًا مجهولًا/ للحنٍ لن يعزفه لي

مسافات خانقة
حروفه جعلتني أكره الأماكن المقفلة، أعجز عن فكّ الحصار حول فوضى ولدت في ذاتي، قيودُ عنفٍ سرقَت مني الأماكنَ وشتتتها. ضاعت مواطن رغباتي التي أحببت، وبتُّ أمقت الأشياء فيها، لم أعد أرى الجدران تبتكر حكايات التمرد، باتت مغلفات لرسائل وجمل ليست ذات معنى

اعترافات أو هلاوس
أروي في السطور التالية أدناه، حواري مع صديقي غريب الأطوار، في الحقيقة أشكّ أن صديقي هذا يعاني هلاوسَ، أو ربما أنا من يعاني منها، لم ألتقِ به منذ أشهر، لكننا التقينا البارحة مجددًا في حديقة صغيرة بجانب بنك الدم قرب دوار حيدر عبد الشافي

الحبس المؤقت في الجزائر.. مساجين في انتظار المجهول
التهمة: "قيد التحقيق"، الحكم: "حبس مؤقت"، والعقوبة: "انتظار المجهول خلف القضبان"، أما الواقع فهو "سجن دون تحديد مدة زمنية"، بهذه الكلمات لخص الأستاذ في القانون لخضر بلعاليا لـ"الترا صوت" عذاب السجناء المحكومين بقرار "الحبس المؤقت" في الجزائر

قصص سجناء يخوضون امتحانات البكالوريا في الجزائر
بحسب قوانين المؤسسات العقابية، تمكن هذه المؤسسات الناجحين في شهادة البكالوريا من مزاولة دراستهم في المعاهد العليا في الفترة الصباحية والعودة للسجن مساءً، ورغم أنها "حرية منقوصة أو نصف حرية إلا أن القليل منها أفضل من لا شيء"، كما وصفها السجناء