
قصائد "ستهجرك البلاد".. أوردة الكلام المقطوعة
"ستهجرك البلاد" مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي حسام لطيف البطاط، صدرت مؤخرًا وتنوعت فيها الأغراض والأشكال الشعرية

أغنية تنامُ على شعرِ نيدا
عيناكِ ينبوعانِ من عسلٍ/ وشلاّلانِ من ذهبٍ على كتفيكِ يا نيدا/ وثغرٌ من بقايا الشمسِ في كَرَزِ الغروبْ/ ويداكِ منديلانِ منسوجانِ من ورد الجِنانِ/ يمسّحانِ دموعَ أطفال الحروبْ/ نيدا الحمامةُ والفراشةُ والغزالةُ حينَ تجمعهنَّ في صفةٍ وحيدة

لماذا تركتَ المساءَ يتيمًا؟
أريدُ لحبرك أن يحقن الكلمات التي لا تدرُّ الحليب مدادا/ أريد جوابًا.. لماذا تطيش تراتيلنا عن دروب السماء/ لماذا إذا مدحَ الشعراء الحصون القويّة صارت رمادا/ لماذا إذا عشقَ الشعراءُ بصدقِ النبوّةِ ماتوا فُرادى/ فكيفَ أصحّحُ ما قلتَ عنهُ: "كتابَ الشقاءْ

سقطتُ من القلبِ يا صاحبَيَّ
يا قلبُ: أنت جديرٌ بأنثى المطرْ/ سأفهم قول الإله، فقلبيَ عذبٌ فرات تجرّع ملحًا أجاجًا/ ولم يتعكّرْ وذاك هو الفرق بين البحار وبين النهَر/ سأبكي على أجمل الشعر/ ما كنت أعلم أن جراحي ستلقى بشباك بيع التذاكر/ كنت أظنُّ النساء جميعًا يخبّئن دمع المناديل

طائر مهيض السماء
كلما اقتربت منِّيَ الأرضُ/ ذُقت ابتعادي عن الأرضِ/ نحو سماءِ الخروج من الجسد المنتهي/ والكلامِ الذي لا يدورُ على مركزٍ أو ثقلْ../ كلما ذابتِ الشمسُ في كأسِ غربتها/ أدخل الوقت أصبعه في الثبات/ وأغرقَ صحراء ذاكَ السكوتِ/ الذي نشتهي في البللْ

أحبّكِ في كلِّ أنثى
والطريقُ طويلٌ فلا تنقذيني من البحرِ فيكِ/ دعيني أفتّشُ عمّن دعتْـني إليكِ/ لأحلمَ أطولَ مما حلمتُ/ وأبصرَ أكثرَ مما رأيتُ/ على شفتيها/أحبّكِ كي لا أضيعَ الطريقَ إليها/ فـَفيها ترفرفُ روحي/ كتخطيطِ قلبٍ إذا يستقيمُ مخطّطهُ في جهازِ الغرامِ/ خفـقْ

على قدرِ أهلِ الشوقِ تبكي الحمائمُ
"قلْ للـمليحةِ بالحجابِ الأزرقِ" ماذا فـــعلتِ بــــشاعرٍ متــمزّقِ/ قدْ كانَ أقـفلَ قـلبـَهُ فإذا بهِ/ أعطاكِ مفتاحَ الهوى فـترفــّـقي/ مِنْ أيّ وحيٍ قدْ دخلتِ صلاتَهُ/ وجعلْتهِ معراجَ حبّكِ يـَــرْتقي/ حتى تدلّى قابَ رمشٍ فاستقى/ من سدرة

نجومٌ في سماءِ القلب
وأنتِ قصيدةُ الشام/ وأنتِ فراشةُ التوليبِ/ أنتِ الصبرُ في التعذيبِ/ أنتِ أصابعُ الأطفالِ فوقَ دفاترِ الرسم/ وأنتِ كعاجلِ الأخبارِ عن نصرٍ يكسّرُ صخرةَ الغمِّ/ فأنتِ قضيّةُ الشعبِ/ وأنتِ نهايةُ الحربِ/ وأنتِ بدايةُ الحـُـبِّ/ وأنتِ رسالة ُالقلبِ

سماءٌ من الإلكترونِ زرقاءُ
صفحةُ الفيسبوكِ تشابهُ سوقًا كبيرًا/ يضمُّ جميعَ البضائع/ فيها الرديءُ وفيها الثمينُ/ تروحُ إليهِ متى ما تشاءُ/ وتلبسُ فيهِ كما تشتهي/ عبثيًا به قد يكونُ اللقاءُ/ هو الوقتُ يمضي ولا ينتهي/ يسيرُ بهِ الناسُ ناسينَ شكلَ الحياةِ/ لتبدأَ فيهِ حياةٌ جديدة

شاميةٌ هذي العيون
ما حاجتي لشفاهها أو نهدها أو ساقها/ فلربّ أنثى في شهيّة لفظها تستجمعُ الأدبَ الإيروسيّ الشهيّ/ وتشعلُ الشهواتِ في جسدِ الحصانِ/ ما حاجتي إلا لغيمٍ من بخارِ صهيلها/ لتفيضَ أمطاري على عشبٍ بحقلِ القلبِ/ جففّهُ العذابْ/

قبعات من الغيمِ بيضاء
ألا تسمعونَ أنينَ الزهورِ ترامتْ على الأرضِ/ بعدَ انكسارِ الظلالِ مع المزهريةْ/ فلا تمنحونا الهديةْ/ نريدُ المكانَ، الزمانَ، الأزقةَ، بابَ الحديدِ/ شبابيكنا الخشبيةَ، سطحَ الحمامِ ، فناجينَ قهوتنا/ لونَ شايِ المساءِ، هدوءَ القبورِ، عصاةَ الضريرِ

سبعة أناشيد لأرضِ القيامةِ (1- 2)
هذي البلادُ/ هواؤها عسلٌ على نهدي فتاةٍ نائمة/ يمتصّهُ حجرُ الطريقِ إلى التلالِ الحالمة/ رحلوا وقد تركوا قدورَ ضيوفهم/ فــــوق الحجارةِ جــاثمةْ/ أشجارُهمْ من بعدهمْ/ مرضتْ بداءِ الربوِ/ خشخشَ صدرَها/ هَـرَبُ الطيورِ من الوجوهِ الغائمةْ