
جلّ أحلامي على الطرقات
مازلت موجودًا / أشغل حيزًا من فراغ حولي / أغمض عيني فلا ينفجر المشهد كفقاعة صابون / لا أتحلل كأوراق الشجر بعد عاصفة الشتاء / موجود خلف شيء يعريني أكثر / أحاول أختبأ / فأغدو مرئيا.. كسور مزرعة صدء / مرئيًا.. كجراح الأرض في شمس الظهيرة

ذاكرة تائهة
كأن أنسى وأنا في لحظة حب مع زوجتي/ ماذا يتعين عليّ أن أفعل/ فأوليها ظهري وأغرق/ مستغربًا من تربع الذعر بعينيها/ كأن أنسى وأنا في أرض معركة/ ما الذي أفعله هنا بالضبط/ فأرهف السمع لانفجارات قريبة/ مستغربًا من جندي يشد بدلتي العسكرية

الغرفة
سئمنا أعشاش الزنبران/ لدغاته/ والوحل في استخدامه كعلاج/ من الركض خلف كلاب نباتية داشرة/ من البراغيث/ من الديدان باستخدامها طعمًا لفخاخ العصافير/ من تقشير أعمدة الحور/ تحت الشمس/ من إحداث فجوة في الأرض/ من غربلة ترابها

تركوا بضاعتَهم في الخنادقِ وانصرفوا
آنئذٍ، كانت فيينا لا تعرف القهوة/ لم تعرف فيينا آنئذٍ أن مائتي ألف رجل شربوا نخبها على الحدود/ لم تعرف فيينا أنها ستشرب ذات القهوةِ في يومٍ من الأيام/ من ذاتِ الجنود/ ذات القهوةِ التي تخبئُ تحتَ قشطتها البيضاء/ نهرًا قديمًا من أملٍ أسود

ستمطرُ يومًا
الشوارعُ التي لم يتسنَّ لنا تهجّيها تئنُّ من تناقصِ الخُطا.../ المقاعدُ التي لم نشغَلْها تئنُّ من البرد.../ الوجوهُ التي كانت ستتهامسُ بما يفوحُ مِنّا من رائحةِ النشوةِ في الطرقاتِ/ تئنُّ من الحرِّ والموتِ واللجوء

سوزان عليوان.. خفوت النبرة وهاجس التعبير
تتأسّس شعرية النثر عند الشاعرة اللبنانية سوزان عليوان إلى حدّ بعيد على ثيمة الحبّ. نصوص موجزة. خفوت في الجملة الشعرية ورقّتها، إذ يعكسهما ذلك الانكسار العاطفي الشفيف، لا يساهم في توليد أي صخب لغويّ لفظًا أو معنىً

سيجلس كالشيطان على صورتك
كان بإمكان أحدنا أن يفتح البحر ويأتي/ بالرمل والحصى والإسفلت/ كان بإمكان آخر أن يخرج البعير أو دراجات الدفع الرباعي/ من الجدران كي نركبها/ خفافاً/ كان بإمكان آخر أن يترك في جلابيبنا/ أحجبةً تقينا/ من شر الخروج/ على ظرف المكان