
الهروب إلى الزنزانة
وحيدًا أراقب تلك اللحظات التي تحاول هزيمتي/ وحيدًا أرسم مدنًا خالية من الأحلام/ وحيدًا أرسم طرقات بلا شاخصات لا تدل إلا على الفوضى/ وحيدًا أمسك بقلم ضرير يبحث عن كلمات تائهة ارسلها إلى الغيوم العقيمة/حائر قلمي ببن الواقع والخيال

شظايا ناعمة في مديح الخير
لم نسمع أبدًا أن ملاكًا واحدًا ارتكب شرًّا، إنه الصبر على الخير. ولم نسمع أن شيطانًا واحدًا ارتكب خيرًا، إنه الصبر على الشر. أما عند البشر، فيمكن أن نجد ملائكة كما يمكن أن نجد شياطين، ذلك أن الإنسان هو المخلوق الوحيد المفتوح على المتناقضات

حروب مجاورة
في حروبنا العديدة، حروبنا المجاورة للقلب وبعتمة مطلقة في السماوات الغريبة وكأنه ظلك الأخير أيها الوجه، أعود إليها متأخرًا كل ليلة، وكنجمة نحيلة كالأيام، نعلّق أمنية في سقف الغرفة، ونصلي لها كي تكبر، لكننا نخسرها معًا في الصباح الأكيد

أغسلُ ثياب الدمى
ساعتانِ من الوقت أمضيتُهما وأنا أزيلُ ذكرياتٍ كتبها أخي على خزّانِ الماء/ ورسوماتٍ مضحكة على جميع الأبواب/ أدركتُ بعدها كم كنّا صغارًا قبلَ خمسِ سنوات/ الكثيرُ من الوقت مرّ وأنا أعلّق صورُهم على الجدران/ وأرغبُ بجدارٍ إضافيّ لما تبقّى من الصّور

هذه القصة ليست للنشر
ما إن انتصر الشعب حتى شعرت بأني انتهيت من فيلم مدته ساعتين/ فيه بطل واحد.. هو الشعب/ هل تذكرين؟/ حبة الشوكولا الأولى/ بائعة الورد في حيّينا، كنت أنتظر قدومها لأنال من ابتسامتك/ فانتِ لا تضحكين سوى للورد/ ألا تذكرين؟/ حين صرختِ في وجهي: لا تذهب

حائط السجن
أخضر لون شجرة الزيتون/ عند مدخل بيتي/ لكني لا أستطيع رؤية أي منها/ لا لون لدمع/ أريد لونًا إضافيًا/ لونًا واحدًا فقط/ ورائحة واحدة غير رائحة الرطوبة الناتجة/ عن تغلغل المياه بالحائط/ الحائط... ماذا يوجد خلف كل تلك الحوائط؟

كبرنا في منازل امتلأت بالموت
تبنتي ساحرة، الأمر الذي زاد من ريبة الناس حولي، اصبحت حديث الكل، كما قالوا لي فيما بعد الملعونين، والمنبوذين، وكنت معهم إلى مصير مجهول، اقض الساعات في الجوع، والألم، املأ فراغ معدتي بالذي أسرق، أو اعمله من طلاسم، هذا ما ورثته من أمي الساحرة

ها أنا وردة وأكثر
الوردة/ تلك الحمراء السافرة/ إذا دعاها أحد إلى باقة تندى/ لا تبالي إن أسقطت في حضوري بتلاتها/ هذا الصباح حدثتها على انفراد كيما تخفّف من الانفتاح/ ما إن مر عاشقان ونسمة/ حتى غادرتني إلى الأبد!/ لو كان لبارمنيدس حديقة، لأثبت بسقوط الندى وجود العدم

رسائل الرّيح
أيتها الريح../ يأبى هذا الحضور الفادح الكلام../ يأبى كل أقواس قزح../ يأبى الكنايات../ يأبى جوائز النصر على الروح الذبيحة../ أيتها الريح../ سيمياء الماء.. والضفاف.. والنوارس.. والقصب.. والسفر../ لم تعد تودي إلا إلى فجيعة مرثية تخنقها حشرجة

على عقرب الساعة أن يبطئ قليلًا
سينتهز المهلة المستثناة تلك ليستعيد وجه أمِّه، الذي بدّدتْ نضارته مرارات الأيام . (ربما يتذكر وجوهًا أخرى تفتقر إلى الأهمية والتأثير..) فيما سيخلِّصه وجه ابنته من أزمة الوقت بهدوء، فيخلِّف وراءه حسرة خافتة على دمعات تتساقط من نساء معدودات يحببنه

النص الأكثر طمعًا
لا أريد من العمر شقاءه ونعيمه/ ولا الموتَ ولا الحياة/ ولا الوعد ولا الأجل ولا الأزل/ أريد مساحة تكفي لنقول/ لا لنقول الحقيقة أو الكذبة/ الصح أو الخطأ/ أريد أن نقول الكلام/ كأن يكون لغوًا أو لغةً/ أو شعرًا/ لا أريد من الشعر أيضًا فراشاته/ وطيوره

سيرة العاطل
سيدي الوزير!!/ بجانب قصرك شعب فقير!/ ولأننا في أقصى التقرير/ كن رجلًا أيها الوطن،/ ودافع عن شعبك العظيم/ هذا الوطن "تونس" كأسُ حليب/ ولأننا أعراضه/ دسوا لنا السم في الحليب/ 15 ماي 2017/ 3000 مقعد/ و200 ألف واقف عن العمل/ صمت/ ونقطة سوداء