
إلى امرأة
يذوب قلبي برؤيتكِ/ مثل ثلجٍ يداعب نارًا وقع بحبِّها/ يا امرأتي المتوارية بين أشجار القصائد/ أيستطيع النهر أن يحتضن نهرًا آخر؟

ثوب القرصان
ألعب الشطرنج مع ساعي بريد السماء/ وأترك للحشود المنومة/ المراهنة على هلال العيد/ أمام الصدر الصخري المحفور بنتوءات الخلاص

الحرب ليست مرحلة عمرية
ندخل نشيد الأرض/ بفمٍ أجبروه على لغاتِ مسلحة/ ندخل أغنية الأرض/ التي تترجمنا إلى ألسنتهم/ ما زالت الأرض مسرح دمى/ يقتات إسفنج دمنا/ وزروعها من عداوات فينا/ الحرب ليست مرحلة عمرية/ بل حصاد لا ينتهي/ كنهر يوجعه العطش/ أجفّ في ظلال الوهم

هذا الصباح الجميل سيصير غابة
لشدة الخيبات/ تصير ذاكرتنا سمكة تحترف النسيان/ هذه الغابة مخيفة/ ونكتشف أننا لسنا سوى غزلان/ علينا أن نرافق الذئب/ وأن نشكّ بالراعي لنبقى/ في الحبِّ نخاف أيضًا/ لذلك نمشي مراتٍ كسلحفاة بطيئة ناعسة/ ومراتٍ نعدو بخيولنا الجامحة

كان هذا أفضل ما لديك
ها أنت ذا.../ تجعلني على قيد الأنوثة/ تنحاز إلى مشيئة الجسد/ لتحرّرني من هوة سحيقة/ نزحت إليها عقب انطفاء/ ظلل كل قسماتي.../ منذ زمن وشهقة/ تربعت على لحظات ماجنة/ لتعيق هذا التنويم المغناطيسي/ لأكثر من بقعة راكدة/ في بحيرات الرغبة

رسول الوحدة
وقت بلوغك للوحدة، استجوب الماضي/ وانصت إلى ضجيجه الغارق في الصمت/ ثم دع السكون يوحي إليك آيات الوحدة/ حتى تعتنقها دينًا وتصبح رسولًا/ تدعو الناس إلى المحبةِ/ ليطرد ريحٌ ذاك السحاب/ فتُحيي أرواحًا يصارعها لهاث الموت

أريد أن أكتب
أريد أن أكتب عن فقدان الذات في لحظة الحب. كيف نندمج ونذوب في كيان واحد. كيف نفقد أنفسنا وفردياتنا. كيف تسقط الحدود والأنا. كيف تطير الروح. كيف نترك أجسادنا ونحلّق دون هدف. كيف نفقد إحساس التلامس لأن جسدينا قد أصبحا جسدًا واحدًا

تزامن
ظِلُّ فستانها طويل،/ وذكرياته قصيرة./ */ هاجس الوحيد معروف/ وأفراحنا لم تكتمل بعد/ */ الكتاب ثقيل بالكلمات والعطر والبصمات والخطوط والملاحظات والذكرى/ نحن خفيفون بالحب/ */ يتحرك الجنين في جوفي كلما تكلمتُ/ وأوقن تمامًا أنه سيشبهك

سيناريوهات
مذ قليلٍ كنتُ أفكّر بالكتابة عن سيناريو لفتاةٍ تقفُ أمام نافذتها تُشاهد انهمار المطر وتراقب انهمار آخر يحدث داخلها، فكّرتُ في جعلها تعقد نوع من أنواع المقارنة بين الانهمارين الداخلي والخارجي، لكنني عدلتُ عن الفكرة بعد أنْ سمعت دوي شيءٍ عميقٍ

تمارين النسيان
أضربُ بالحظِ يدي/ أضربُ باليد قلبي/ أضربُ بالحزنِ عميقَ روحي/ وأقسو على جلدي الميتِ بأمرِ غيابِ يديكِ/ أبعَدَ من الوصول أمد جسدي/ أبعدَ من الوضوح كذلك/ أمدُه سهمًا خارقًا صمتَ الليل وظلامِه/ حابسًا فيه الجرائمَ/ وجروحَ الفوز/ على سريرٍ موحشٍ أمدُه

توق بريّ
ماذا سأمنح في شراكتك/ دموعًا؟ جسدًا لم يعرف صورته بعد، إلا أمام المرآة! فليكن، لك عمري/ لستُ أملك إلا قصائد فتية/ وحقلي نعناع أخضر ناعسين طيلة الوقت/ وضفائرَ ملطخة بالشمس/ أنا فتاة بيضاء تضيء الليل بالأحلام وبالأغاني العتيقة

جسدان سفيران
سيعود الحق إلى أهله/ وينبت القمح في تربته/ ويشتد عودك/ لأفتديك بالروح والجسد/ حتى تدرك السبيل والملاذ/ وأقطف وردة موتي/ لتفوز بنهار خصيب/ وغدًا يحبو في أوصالك الطرية/ بلا تدبير ومتاهة/ ليحرسك رب جميل/ وروح أم راهبة