ثوب القرصان
5 سبتمبر 2019
داخل الركن المظلم للملهاة
أعدم الخيط السائل في الشمع
أوقد نار الكهرباء
وموسيقى الجاز
في الكاتدرائية المهدمة
خارج الشعاع المطرز بالبردي
وذرات الفوسفور
وقمر النبوءات
ألعب الشطرنج
مع ساعي بريد السماء
وأترك للحشود المنومة
المراهنة على هلال العيد
أمام الصدر الصخري
المحفور بنتوءات الخلاص
بأيقونات الملائكة المجنحة
والآب المتوج بالصبار
أفقأ عين القناص
في الرصاصة
وأشك خرزةً زرقاء
اتقاء الحسد
عند وجه الأم الملطخ بالبودرة
واللامبالاة
والأصدقاء الخائبة خطواتهم
على محراب الهاوية
أقف برهةً خارج الصلاة
ألوث المناخ بالبخور والأدعية
أتلاعب بخيمياء التراتيل
وأشهر سيفًا بحدين
على الحجر المراق بالسواد
المسيج بالعراة
والخطوط المستقيمة
والنبات
ألقنُ الخلق مزحة إبراهيم
أنفخ السم وريد الذبيحة
وأهمس لغيمةٍ جفّ حليبها
-لا ترضعي الكلام
قبالة البئر المرجوم
بالنجوم الكلسية
والكواكب الصماء
والحصى واللعنات
أبارك دم إبليس مناديًا:
يليق بك يا سيدي
هذا القربان
أمام الكاميرات
في باحة القيامة الصغرى
قبيل ميعاد الموت
بساعةٍ واحدة
أكرّر تمثيل الجريمة
بلا دليل أو شهود
أخرج الكائن الهلامي
جيب سروالي
أدق عظامه من تراب العدم
أغرز برأسه اللدن
شعيرات المفترس
أرسم ملامحه بزهرة الشر
والبيكار
أخيط عصابةً لعينه المقلوعة
وفم بشفةٍ مشرومة
أوسمه لسلالة قرودٍ لاحمة
ألبسه تيشرتًا بماركة تجاريةٍ
عليها شاربا دالي
"لا تخف من الكمال"
أغلق متن الرحلة
بين درفتي الكتاب
وأرتق الهاً من ثوب القرصان.
اقرأ/ي أيضًا: