
إدارة الحوار أو إدارة التوحش
لقد تأسّست الدولة الحديثة في عالمنا العربي بالحديد والنار وتحت رعاية الاستبداد، ما جعل مكتسبات الحداثة تواجه مخلّفات الاستبداد السياسي، وأهمّها النزوع للتطرف والعنف مع غياب ثقافة الحوار وإدارة الاختلاف بشكل حضاري

التضامن في جدله وضجيجه
اللافت هو انقلاب منطق التضامن إلى جانب توسعه، فالأصل أننا نتضامن مع ما لا يقع ضمن دوائرنا وقضايانا، فحيزنا الخاص وقضايانا الخاصة لا بد أن نفعل حيالها الكثير والأهم من التضامن، ونترك التضامن لتلك القضايا البعيدة والعامة

دموع الضفة الأخرى
في كل مرة يُجَن العالم، ينفجر فيه الموت مباغتًا، كثيفًا، تقف السماء بلا تدخل أتساءل: لماذا؟ لماذا لا تشغل العالم صور الموت اليومي في منطقتنا المنكوبة، ويكتفي بالإشارة إليه في شريط أخبار نزق يقرأه المتابع على عجل؟

علم فرنسا وسوريا المتخيلة
الحكومات المتعاقبة، بشكل خاص حكومة الحركة التصحيحيّة، ولشدّة ما أهانت الشعب السوري وأذلته، ولشدة ما سدت الأفق في وجهه، كان أن كف عن النظر إلى فرنسا بوصفها قوة (احتلال) ونظر إليها كحاملة وناشرة قيم الحرية والعدالة

كفنوني بالعلم الفرنسي
رجعتُ بذاكرتي أنَّ الأعلام واللافتات بالشعارات الرنانة كانت من نصيبنا نحن، نزين بها المدارس والمؤسسات ونحملها في المسيرات "الطوعية" لتمجيدِ الأب الخالد والحزب القائد "حيّدوا وإحنا البعثية حيّدوا.. حافظ أسد بعد الله بنعبدوا"

مع ضحكة مارك.. لا مع دموع باريس!
كثير من علامات الاستفهام لم تثر انتباهي ما أثارني حقًا، هو الحملة التي أطلقها فيسبوك بسرعة قياسية ولاقت رواجًا وانتشارًا منقطع النظير، بتغيير شكل صورتك لتبدو داخل العلم الفرنسي، تعبيرًا عن التضامن مع فرنسا الجريحة

هذا مختلف عن شارلي إيبدو
ستترجم هذه الأحداث المقيتة سياسيًا على أرض الواقع عما قريب، فسيتفق الفرقاء جميعًا فيما سيبدو اتحادًا عالميًا لقتال الإرهاب "الإسلامي" وحشد كل الجهود للقضاء عليه، أما فيما يخص مصير النظام السوري فسيبقى الباب مفتوحًا على احتمالات كثيرة

نحن وفرنسا.. فواتير أخرى بانتظار الدفع
مثلما حوسبنا على أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، سنحاسب على باريس، وسيكون علينا أن ندفع الفاتورة كسابقتها، ولن يزداد الأمر إلا سوءًا، ولن يأتي الخير إلى الأراضي العربية بل ستأتي الطائرات محملة بالصواريخ والعبوات الناسفة ولن يعلق أحد

يا عزيزي كلنا "نصوص"!
حرروا التعليم الديني إن كانت لديكم الإرادة لرفع الغطاء الديني عن الإرهاب، فالجريمة لا تتغذى إلا على عقيدة دوغمائية صلبة، إن الذي يفكر يتردد والذي يتردد يتفهم الآخرين بتقمص مواقفهم في جداله مع نفسه، والذي يتفهم الآخرين لا يقتلهم

جواز سفر إلى الإرهاب
تكاثرت الأسئلة حول وجود جواز سفر سوري، وكل ما نقله الإعلام أنه موجود ولكن، دون أن تقول بالضبط كيف ومتى ولماذا؟ بل دون أن تبالي بإمكانية إيجاد جواز سفر أو أية وثائق شخصية أخرى بحالة سليمة مع شخص قام توًا بتفجير نفسه

فرنسا التي تنتقم من نفسها
لم يسقط الإرهاب على فرنسا من السماء، كما أنَّ تصوير أبي بكر البغدادي على أنّه "أمير المؤمنين" الذي يأمرُ رعاياه بالانقضاض على "وكر الصليبيّة" هو سخافة لا تنطلي إلا على الذي يريد أن يصدّقها، والأحياء الطرفيّة الباريسية مشتعلةٌ فعلًا منذ عشرين سنة