1. قول

أجّر التاريخ وباع الجغرافيا

10 ابريل 2016
السيسي والملك سلمان
مصطفى الأعصرمصطفى الأعصر

تنص المادة (151) من الدستور المصري على التالي: "يمثل رئيس الجمهورية الدولة في علاقاتها الخارجية، ويبرم المعاهدات، ويصدق عليها بعد موافقة مجلس النواب، وتكون لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا لأحكام الدستور. ويجب دعوة الناخبين للاستفتاء على معاهدات الصلح والتحالف وما يتعلق بحقوق السيادة، ولا يتم التصديق عليها إلا بعد إعلان نتيجة الاستفتاء بالموافقة. وفى جميع الأحوال لا يجوز إبرام أية معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أى جزء من إقليم الدولة".

في مصر، لا أهمية للدستور أو تطبيقه على أرض الواقع في ظل وجود سلطة مستبدة

طبعًا كعادة الدولة المصرية، لا أهمية للدستور أو تطبيقه على أرض الواقع في ظل وجود سلطة مستبدة، مواد الدستور عبارة عن أحرف متراصة على ورق رخيص بلا قيمة، مثله تمامًا كورق التواليت، وفي ظل تورط السلطة الحالية في قضايا سياسية دولية مثل قضية ريجيني والعلاقات السيئة مع إيطاليا، ومن قبلها المكسيك، وتورط السلطة في جر اقتصاد الدولة إلى أسفل الأسفلين بعد الفشل المتكرر في إدارة شؤون البلاد كما ينبغي أن تكون، واتخاذ منهج "الفهلوة" والكذب والنفاق والمشاريع القومية الوهمية طريقًا متّبعًا لخداع الشعب، وكانت النتيجة دولة على حافة الهاوية مهددة أن تسقط مع أقل هبّة ريح، لم تجد السلطة سوى السعودية حليفًا ينقذها مما آلت إليه، فانبطحت الدولة على بطنها مقدّمة نفسها قربانًا إلى الملك المنقذ، ليس لها من قرار أو سيادة، كل ما يقوله الملك غير خاضع للنقاش، نحن في أمس الحاجة إلى القليل من "الأرز" الخليجي! (الأرز الخليجي: كناية عن الأموال الكثيرة السائبة).

اقرأ/ي أيضًا: شرطة أم مليشيات مسلّحة؟

انتهى الأمر بإعادة ترسيم الحدود الشرقية لمصر، وضم السعودية لجزيرتي "تيران" و"صنافير"، لن أتحدث عن الأهمية الاقتصادية أو الإستراتيجية للجزيرتين فلست أهلًا لذلك، ولكن أليس من رأي لأهل الأرض؟ أليس من سلطة للشعب أو للدستور؟ يتعامل الرئيس مع أراضي الدولة المصرية وكأنها إرث آل إليه من أسلافه السابقين، يفعل بها ما يحلو له دون مسائلة أو حساب، ترددت على مسامعي مقولة "عواد باع أرضه، شوفوا طوله وعرضه" ولكن في الحقيقة هو ليس بعواد، والأرض ليست أرضه، ولكن مبدأ البيع موجود، سواء للأرض أو للشعب، دومًا ما نتعرض للبيع من الحاكمين الذين يعطون ما لا يملكونه لمن لا يستحق أن يناله!

واجه الرئيس محمد مرسي اتهامًا صريحًا بالخيانة بعد انتشار أقاويل حول تنازله عن مثلث حلايب وشلاتين للسودان

كتبت في مقال سابق بتاريخ 25 شباط/فبراير 2016 "وفي لهجة عنترية منه، استمر السيسي في تصريحاته الغريبة "والله العظيم، أنا لو ينفع اتباع، لأتباع". رئيس دولة بحجم مصر يخرج منه مثل هذا التصريح، رئيس يعرض نفسه للبيع على الهواء ماذا تنتظرون منه؟ بيع البلاد ليس أعز عليه من بيع نفسه".. وقد كان.

من سنوات قليلة واجه الرئيس السابق محمد مرسي اتهامًا صريحًا بالخيانة بعد انتشار أقاويل حول تنازله عن مثلث حلايب وشلاتين للسودان، وهو الرئيس ذاته الذي واجه انتقادات أليمة بعدما انتشرت شائعة عن نية الحكومة في تأجير الآثار المصرية لدولة خليجية، لن أضع هذه الحوادث في الميزان، فكلها كوارث حقيقية تحط من قيمة الدولة المصرية، ولكن هناك رئيس اختار أن يؤجّر ماضي وتاريخ بلاده من أجل حل مشكلات الحاضر، وهناك من اختار أن يبيع جغرافيا الحاضر من أجل القليل من "الأرز".

اقرأ/ي أيضًا:

عنا، نحن هؤلاء الضحايا

عنتريات فرعون صغير

كلمات مفتاحية

بين مرايا الدم وأقلام الحياد.. خيانة المثقف العربي لقضاياه

لم تعد غزة مجرد جغرافيا محاصرة، بل غدت اختبارًا أخلاقيًا للإنسانية، ومرآة تعكس نفاق المجتمع الدولي وعجزه عن وقف المجازر المرتكبة على مرأى ومسمع من العالم.

رغم الخسائر والضغوط.. لماذا تتجنب مصر استهداف اليمن عسكريًا؟

تمثل العلاقات المصرية اليمنية حالة استثنائية شديدة التمايز والخصوصية، إذ يربط البلدين قائمة مطولة من القواسم المشتركة، المتنوعة بين الثقافي والسياسي والجغرافي

بعد نصف قرن... هل غادر لبنان "بوسطة الموت"؟

عشية الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، كان متحف "نابو"، في شمال لبنان، يجهّز مساحة في حديقته تتعدّى الزمان والمكان، خصّصها لحفظ بوسطة عين الرمانة، أو "بوسطة الموت"، كي "تكون الحرب عبرة وتحفيزًا لكتابة تاريخ حرب لبنان"

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة