أندريس نيومان.. شعر يملأ فراغ الحاضر
22 مايو 2016
ولد أندريس نيومان في شتاء بوينوس أيرس عام 1977. روائي ومترجم وشاعر ومدون وكاتب عامود رأي. ينتمي إلى عائلة موسيقية. دخل عالم الأدب من باب الشعر، يعمل كمدرس لأدب أمريكا اللاتينية في جامعة غرناطة في إسبانيا حيث يعيش اليوم.
اعتبرت "مسافر القرن" لأندريس نيومان من أهم الروايات التي ترجمت من الإسبانية إلى الإنجليزية
أول ديوان صدر له في عام 1998 بعنوان "محاكاة"، ثم نشر في أواخر العام التالي روايته "باريلوتشي" التي تلقاها الجمهور بحفاوة. حصد جوائز عديدة واعتبر واحدًا من 22 شابًا من أفضل من كتبوا باللغة الإسبانية في وقتنا الحاضر.
اقرأ/ي أيضًا: تيسير خلف.. تدمر أكبر من مجرد آثار
"مسافر القرن" هي واحدة من أهم الروايات التي ترجمت من الإسبانية إلى الإنجليزية، من بين خمس روايات أخرى حسب جريدة "إل موندو"، التي تعد الأولى ثقافيًا في إسبانيا. ترجمة تلك الرواية فتحت الباب لصحف مثل الإندبندت والفاينانشال والجارديان للإقبال على سيرته، وتقييم نصوصه وتوسيع القاعدة الجماهيرية التي تقرأ لها.
حين فاز أندريس نيومان بجائزة النقد قال لمحدثه عبر الهاتف: "متأكد أنه ليس خطأ ما؟"، وقد علق بهذه الطريقة لوجوده بين روائيين كبار، ولأن جائزة النقد الإسبانية ليست جائزة سهلة أو شعبية.
كان المأزق الذي وضع فيه نيومان معاصريه من النقاد أنه ناقد متمرس، ليس لأنه ملم بالنقد كجزء من دراسته وتكوينه الأكاديمي والمهني، بل لأنه هو نفسه يقدم إنتاجًا نقديًا جديدًا، ويحاصر التنظير والتأطير بقدرة متفانية وتمكن يضعه في مصاف النقاد الكبار.
له ديوانان شعريان على جانب كبير من الأهمية، هما: "دروب الليل"، و"لاعب البلياردو"، أما الثالث الحديث فصدر بعنوان "الزلاقة".
ميجل جارثيا، أحد النقاد الكبار كتب عن نيومان أن "لغته الشعرية والنثرية لغة براقة، رقيقة، منسابة، وكأنها مرتجلة غير أنها تٌقسم فيما بينها كتيمات، منها ما يتناول الماضي، ومنها ما يتناول المستقبل، وتأتي قصيدته "في مناسبة تخصك" لتملأ فراغ الحاضر".
البستاني
تعلمت من جدي زراعة الأشجار.
الصفصاف يا أندريس يحتاج
للماء أكثر منك
وجذوره ليست عميقة في الأرض
أحيانًا تعزل نفسها في الأرض
وكأنها تخشى الهواء.
اليوم لم أعد أنا، ولا بقي لي جدي ولا الأرض
ولا حتى ذاك الطفل الذي كان
كل الذي بقي هو ذلك الصفصفاف مستندًا على الآخر
الذي كان ضعيفًا، ويجب الاعتناء به
لأن جذوره ضعيفة أيضًا وخوفها
يمتد بطول الحياة.
أثر الضوء
أنت مسالمة ونهارية، وأنا كائن ليلي
حتى النهاية.
وبينما اخترتِ أن يدمغ النور الحلم
الذي يحرس العينين
حاصرتُ النور بجفنين مغمضين
تتنفسين وكأنك تحرسين سرًا صغيرًا
وتعودين، كمن يقلب صفحة من كتاب
بعيدًا عن القمر والشرفة
بيانو الصمت يحفظ سره ومفاتيحه
في الظلال أخرج للبحث عن جرة
أملأها هواء منعشًا وفي صدرك تنبض
حيوانات جميلة.
سوف أقع مستسلمًا حين تعود الشمس
لتشرق وستفعل سريعًا، وستستيقظين مبكرًا
بملاءة ستشعلين حرارة النهار
وسأبحث عن ملاذ آمن من الفجر
ولربما وقتها نلتقي
في بزوغ شمس نشرقه سويًا.
من ديوانه "الزلّاقة"
اقرأ/ي أيضًا: