الاحتلال الإسرائيلي يعمق أزمة الغذاء في غزة ويحول الخبز إلى سلعة نادرة
3 ديسمبر 2024
يعيش قطاع غزة أزمة خانقة في الحصول على الخبز، نتيجة استمرار حملة الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي للعام الثاني على التوالي.
ويعاني الفلسطينيون من شح في كميات الطحين المتوفرة للمخابز بسبب الحصار الإسرائيلي، حيث عمد الاحتلال إلى تقليص المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر. وقد أدى ذلك إلى توقف العديد من المخابز عن العمل أو تقليص إنتاجها بشكل كبير، وفقًا لتقرير نشره موقع "العربي الجديد".
وأوضح مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، أن الحرب الإسرائيلية الممنهجة على القطاع تسببت في تدمير جزء كبير من المخابز، حيث توقفت نحو 50% منها جراء القصف الإسرائيلي. وأضاف أن المخابز التي لا تزال تعمل تعتمد على كميات محدودة من الطحين توفرها المنظمات الدولية، مثل برنامج الأغذية العالمي، لكنها لا تكفي لتلبية احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
عمد الاحتلال إلى تقليص المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر، مما أدى إلى توقف العديد من المخابز أو تقليص إنتاجها بشكل كبير
وقد أدى هذا الوضع إلى تفاقم ظاهرة الطوابير الطويلة أمام المخابز، ما أسفر عن وقوع مئات الإصابات والضحايا جراء التدافع للحصول على الخبز. ففي حادثة مؤلمة في مدينة دير البلح، لقيت ثلاث نساء حتفهن إثر تدافع أمام أحد المخابز، بينما قضى شخصان وأصيب آخرون في حادثة مشابهة نتيجة إطلاق نار.
وفي وقت سابق، حذر برنامج الأغذية العالمي من خطورة توقف المخابز بشكل يومي بسبب نقص الطحين. وأكد البرنامج أنه يواجه صعوبة في توفير كميات كافية من الطحين نتيجة تراجع المساعدات الدولية المرسلة إلى القطاع. كما ارتفعت أسعار الطحين بشكل كبير في غزة، مما جعل الخبز بعيد المنال بالنسبة للعديد من العائلات، خاصة مع ارتفاع الطلب وشح الإمدادات في المناطق الجنوبية والوسطى من القطاع.
إضافة إلى ذلك، يعاني الفلسطينيون في غزة من سياسة التجويع المتعمدة التي ينتهجها الاحتلال، والتي تشمل إغلاق المعابر وتدمير البنية التحتية للمساعدات الإنسانية. واتهم الثوابتة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالفشل في إنهاء هذه الأزمة، داعيًا برنامج الأغذية العالمي إلى تحمل مسؤولياته والعمل على توزيع المساعدات بشكل عادل لتخفيف معاناة الفلسطينيين.
وفي ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، يظل قطاع الخبز من أبرز الأمثلة التي تعكس المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الحصار المستمر.