السويد تشرع ببناء منشأة تخزن النفايات النووية لمدة 100 ألف عام
16 يناير 2025
بدأت السويد في بناء منشأة تخزين نهائية للوقود النووي المستنفد في فورسمارك، وهو ثاني موقع من نوعه في العالم. حيث سيتعين عليها تخزين النفايات النووية المشعة، والتي ستظل خطيرة لآلاف السنين، لمدة تصل إلى 100 ألف عام في هذا الموقع، وفقًا لما أفادت به وكالة "رويترز".
تواجه صناعة الطاقة النووية في العالم تحديًا كبيرًا في كيفية التخلص من الوقود النووي المستنفد بشكل آمن. ومنذ بداية تشغيل المفاعلات النووية التجارية في خمسينيات القرن الماضي، كان السؤال حول كيفية تخزين النفايات المشعة القاتلة بشكل آمن يطارد هذا القطاع. في الوقت الذي تقترب فيه فنلندا من إكمال موقع تخزين مشابه، فإن السويد تتقدم بخطوات ثابتة في هذا الاتجاه.
وأكدت وزيرة البيئة السويدية، رومينا بورمختاري، على أهمية هذا المشروع، مشيرة إلى أنه يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق التحول المناخي. وقالت إن الانتقادات السابقة التي أشارت إلى فشل المشروع كانت خاطئة، إذ يبدو أن المشروع يسير بنجاح، حسب وصفها.
بدأت السويد في بناء منشأة تخزين نهائية للوقود النووي، والتي تكفل الاحتفاظ بالنفايات النووية لمدة 100 ألف عام
ويُقدّر حجم النفايات النووية المستنفدة عالميًا بحوالي 300 ألف طن، ويحتاج معظمها إلى التخلص منها. في الوقت الحالي، يتم تخزين معظم هذه النفايات في برك تبريد بالقرب من المفاعلات التي أنتجتها، ولكن مع خطط بعض الدول لبناء مفاعلات نووية جديدة، أصبح هناك حاجة ملحة لإيجاد حلول دائمة وآمنة.
وستتكون منشأة فورسمارك من 60 كيلومترًا من الأنفاق المدفونة على عمق 500 متر في صخور عمرها 1.9 مليار عام. ويُخطط لتخزين حوالي 12,000 طن من الوقود النووي المستنفد في كبسولات نحاسية مقاومة للتآكل، والتي ستُدفن في الطين داخل الأنفاق. ومن المتوقع أن تبدأ المنشأة في استقبال النفايات النووية بحلول أواخر ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، ولكن لن تكتمل حتى عام 2080 عندما يتم إغلاق الأنفاق ودفنها.

ورغم التقدم الذي تم إحرازه، لا تزال هناك بعض التحديات القانونية والتقنية. فقد تقدمت منظمة MKG السويدية غير الحكومية إلى محكمة سويدية بمطالبة بضرورة إجراء فحوصات إضافية للسلامة. وتشكك المنظمة في قدرة الكبسولات النحاسية على تحمل التآكل لفترة طويلة، حيث تشير الأبحاث إلى أنها قد تتآكل وتسرب العناصر المشعة إلى المياه الجوفية.
ومن المتوقع أن تكلف المنشأة حوالي 12 مليار كرونة سويدية (1.08 مليار دولار)، سيتم تمويلها من قطاع الطاقة النووية في السويد. وستكون المنشأة قادرة على استيعاب جميع النفايات الناتجة عن محطات الطاقة النووية في البلاد، ولكنها لن تشمل النفايات من المفاعلات المستقبلية التي من المقرر أن يتم بناؤها بحلول عام 2045.
وتعتبر السويد واحدة من الدول الرائدة في مجال إدارة النفايات النووية، حيث تضع هذه المنشأة حجر الزاوية في التحدي العالمي للتعامل مع النفايات النووية المستنفدة بطريقة آمنة تدوم لآلاف السنين.