الهند بدل الصين: خطة آبل الجديدة لإنقاذ آيفون
26 ابريل 2025
كشفت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن شركة آبل الأميركية تعمل على تسريع خططها لنقل معظم تصنيع هواتف آيفون المخصصة للسوق الأميركية من الصين إلى الهند بحلول نهاية عام 2026. وتأتي هذه الخطوة في ظل التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، ومع ازدياد الرسوم الجمركية التي تهدد أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة.
وبحسب المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته نظرًا لحساسية المعلومات، فإن آبل تجري محادثات عاجلة مع شركتي "فوكسكون" و"تاتا"، وهما من أكبر شركائها في التصنيع، لوضع خطة عملية تضمن تحقيق الهدف الجديد. فما امتنعت شركتا آبل وفوكسكون عن التعليق، بينما فضّلت تاتا عدم إصدار أي بيان رسمي، وفق ما أفادت "رويترز".
تبيع آبل سنويًا أكثر من 60 مليون جهاز آيفون في الولايات المتحدة، ويتم تصنيع نحو 80% من هذه الكمية حاليًا داخل الصين
وتبيع آبل سنويًا أكثر من 60 مليون جهاز آيفون في الولايات المتحدة، ويتم تصنيع نحو 80% من هذه الكمية حاليًا داخل الصين. ولكن مع استمرار الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية، والتي بلغت في وقت سابق أكثر من 100% ، باتت التكاليف تشكل تهديدًا حقيقيًا لأرباح الشركة.
الهند: بديل استراتيجي مثالي للولايات المتحدة
لطالما سعت الهند، تحت قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، إلى ترسيخ موقعها كمركز عالمي لتصنيع الهواتف الذكية. وقد قدمت الحكومة الهندية العديد من المبادرات لدعم الاستثمار الصناعي المحلي، لكن ارتفاع الرسوم على استيراد قطع غيار الهواتف جعل من التصنيع في الهند خيارًا مكلفًا مقارنة بدول أخرى.
وفقًا للمصدر ذاته، فإن تصنيع الآيفون في الهند يكلف الشركة 5% إلى 8% أكثر من التصنيع في الصين، وقد تصل الفجوة إلى 10% في بعض الحالات الخاصة. ورغم هذه التكاليف الإضافية، يبدو أن آبل ترى في الهند خيارًا ضروريًا لضمان استقرار إمداداتها للأسواق الأميركية والأوروبية، بعيدًا عن المخاطر الجيوسياسية في آسيا.
تصنيع أجهزة الآيفون في الهند يكلف الشركة 5% إلى 8% أكثر من التصنيع في الصين، وقد تصل الفجوة إلى 10% في بعض الحالات الخاصة
وفي آذار/مارس الماضي، نقلت آبل نحو 600 طن من أجهزة الآيفون إلى الولايات المتحدة بقيمة إجمالية بلغت ملياري دولار، في أكبر شحنة تصدير على الإطلاق من الهند لشركة آبل. وكانت شركة فوكسكون مسؤولة عن شحنات بلغت قيمتها 1.3 مليار دولار ضمن هذه الدفعة، وهو ما يعكس الدور المتنامي للهند كمركز صناعي رئيسي في خارطة إنتاج آبل المستقبلية.
في نيسان/أبريل 2025، فرضت الإدارة الأميركية رسومًا جمركية بنسبة 26% على الواردات القادمة من الهند، وهي نسبة أدنى بكثير من الرسوم المفروضة على الصين، مما عزز من جاذبية التصنيع في الهند. ورغم تعليق معظم الرسوم الجمركية لمدة ثلاثة أشهر، ما تزال الرسوم المفروضة على الصين سارية، مما يدفع الشركات الأميركية إلى تسريع تنويع مصادر التصنيع.
وحتى الآن، تدير شركتا فوكسكون وتاتا ثلاث مصانع لتجميع أجهزة آيفون في الهند، بينما يجري حاليًا بناء مصنعين إضافيين، ضمن خطة لتعزيز الطاقة الإنتاجية ومواكبة الطلب المتزايد. ويعكس هذا التوسع رغبة آبل في تخفيف الاعتماد على الصين من جهة، والاستفادة من سوق هندية ناشئة من جهة أخرى، حيث يتزايد الطلب على الهواتف الذكية عالية الجودة.
وبينما تعمل آبل على تنفيذ خطتها الطموحة، تواجه تحديات تتعلق بتكاليف الإنتاج، توافر العمالة الماهرة، وسلاسة سلاسل التوريد الداخلية في الهند. ومع ذلك، يرى خبراء الصناعة أن التنويع الجغرافي للإنتاج أصبح ضرورة استراتيجية لا مفر منها بالنسبة للشركات العالمية، خاصة مع استمرار الضبابية حول مستقبل العلاقات الأميركية الصينية.