
تأتي على عجلٍ من الوقت
ثم إن الساعات الحرجة/ تأتي على عجل من الوقت/ كأن بها دين على عاتق عجوز/ يعجز عن مساومة ذاته/ على أن يسدّد/ ولو على مضض/ بقاياه التي تسابق العمر

كلمةٌ تضيءُ ساحةَ البيت
ثمة فوزٌ/ لأولئك العليلين/ الذين ابتدعت لهم المسافات/ بأن يجاسروا في امتهان السفر/ في اكتشاف تلك الصحراء القاحلة/ الممتدة على مد البصر

تلك الجُمل تزْحفُ بسُرعة الضوء
لم تكن/ الأغاني الماطرة تدوّي/ إلا على شواطئ شاري/ حينذاك/ أذكرُ كم ارتابت العيون الكالحة/ والبرك/ من ذاك الصمت الثقيل/ الصّمت العابر كقناع فقيه/ بجلباب قسيس يبشّر

كمن وهَبَ جسدَهُ للماء والخُطى
المرأة التي التقمها البحر/ لم يدغدغ خطواتها الطافحة/ لمجرد أن لسعتها الشمس،/ وتدفق منها الشلال/ ذلك فقط/ لأنها كانت وفية للماء/ تناولتها النظرات بمكر قاتل

عجلاتٌ كثيرةُ العطب
أيام كانت تخرج - هكذا/ عارية الخطى - وبلا مخرج/ يسبقه التلميح/ كي يتسنى لنا التنبؤ والتنجيم/ بحدوث شيء ما/ أيام كانت/ الأيام التي تطلع فيها الشمس بازغة/ تومض الأعين المُندهشة

على شكلِ بداية خريف
في الوقتِ الّذي يعكِسُ الحَوْض/ صورٌ كُنّا نراها تعيشُ فيه لبرهة/ أرقبُ وجهكِ الّذي تبدّى عصيًّا على الوصف/ كملحمةٍ تلتهمُ الوقتَ،/ فيضانٌ جارفٌ

تحت تلك العجلات
يا تجار الليل/ حاشية "الكلاب الضالة"/ يا صورة "المرافق العامة"/ لا شيء هنا،/ يصنع الخرافة غير الرقص/ في تشييع جنازة المسافر/ الجثث/ في الأرواح المتناثرة في الأدغال

حين يشتعل الجسد
سيأتي زمان/ محمل بأبصار عديدة/ وأنا أشعر بثقل اسمي/ وأشياء كثيرة/ تعاتب، كما أفعل الآن/ لماذا أقف، دون أن أمشي وحيدًا/ فوق طعنات الطريق

ساكنة.. جانب السور
بينما أنتِ تودعينني، سيدتي/ كم آلم عناقك الذي يطوقني/ وقبلتك الشاردة/ قلب الطفلة التي تودع نظراتها/ بقايا رغيف مفتت

حين يختل الشارع
هو صوت المشاة/ في "نجامينا" ذاك الحبل/ مكسوًا بالزحام/ يتخلله غبار يتوج المشهد/ كالعهد به في كل يوم/ حين يضرب المشاة بأقدامهم الأرض يختل الشارع

ضجر يهب مع الفجر
إن كان لا بد من قول/ حين تفرك جفوني أيادي الظل/ لا/ لتلك الآلهة/ لا لظلي الذي يتمدد/ لا لفجري الذي يتناسى الأدغال

أشياء صغيرة
الكد الذي يرسم على الجدار بوادر الحزن/ صورة ملتصقة باللبان، أرضة أكلت جسد الوجه/ تركت أثرًا لتضيء شقوق الذاكرة المنسية