دراسة تكشف تأثير ChatGPT على الصحة العاطفية
26 يمشي 2025أصدرت شركة OpenAI أول دراسة متعمقة تبحث في تأثير التفاعل مع ChatGPT على الصحة العاطفية للأفراد. وقد أُجري هذا البحث بالتعاون مع مختبر MIT Media Lab بهدف استكشاف ما إذا كان لاستخدام ChatGPT تأثير مباشر أو غير مباشر على الشعور بالوحدة والاعتماد العاطفي والتفاعل الاجتماعي.
وفقًا لـ OpenAI، يستخدم أكثر من 400 مليون شخص ChatGPT أسبوعيًا في مختلف أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن الأداة تُسوّق كأداة إنتاجية، فإن هناك فئة من المستخدمين تتفاعل معها على المستوى العاطفي، بطريقة تشبه تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة مثل Replika وCharacter.AI. ويميل هؤلاء المستخدمون إلى قضاء فترات طويلة في التفاعل مع ChatGPT، بمتوسط يبلغ نحو 30 دقيقة يوميًا.
وبحسب مختبر MIT Media Lab، تهدف الدراسة إلى فهم التأثيرات النفسية والعاطفية طويلة الأمد التي يمكن أن يسببها التفاعل المستمر مع روبوتات الدردشة. وقد ازداد الاهتمام بهذا الموضوع مع تزايد اعتماد الأفراد على الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، سواء لأغراض عملية أو عاطفية.
تثير نتائج الدراسة تساؤلات مهمة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات الإنسانية، إذا أصبح الأشخاص يعتمدون عاطفيًا على روبوتات الدردشة، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير طبيعة العلاقات البشرية وتقليل التفاعل الاجتماعي المباشر
وأشارت كيت ديفلين، أستاذة الذكاء الاصطناعي والمجتمع في كلية كينغز في لندن، والتي لم تشارك في الدراسة، إلى أن ChatGPT صُمم كأداة إنتاجية، إلا أن بعض المستخدمين يتعاملون معه كرفيق عاطفي، ورحّبت ديفلين بهذه الدراسة المكونة من 57 صفحة، لكنها أكدت وجود تحديات كبيرة في قياس التفاعل العاطفي بدقة نظرًا لطبيعة المشاعر المعقدة.
اتبعت الدراسة نهجًا شاملاً يجمع بين تحليل البيانات الكمية والتجارب الميدانية، وتضمّن البحث مرحلتين رئيسيتين:
- تحليل البيانات الضخمة: قام فريق البحث في OpenAI وMIT Media Lab بجمع وتحليل بيانات مأخوذة من حوالي 40 مليون تفاعل مع ChatGPT. وقد ركز هذا التحليل على أنماط الاستخدام، ومدى تكرار التفاعل، وطبيعة المحادثات التي يُجريها المستخدمون.
- الاستطلاعات والتجارب الميدانية: خضع 4,076 مستخدمًا لاستطلاع رأي مفصل حول تأثير التفاعل مع ChatGPT على مشاعرهم، كما شارك 987 شخصًا في تجربة امتدت على مدار أربعة أسابيع، استخدموا خلالها ChatGPT يوميًا لمدة لا تقل عن خمس دقائق.
وفي نهاية التجربة، أكمل المشاركون استبيانات لقياس، تصوراتهم حول الروبوت، وشعورهم بالوحدة، مستوى تفاعلهم الاجتماعي، ومدى اعتمادهم العاطفي على ChatGPT، وما إذا كانوا يعتبرون استخدامهم للروبوت أمرًا مشكلًا.
نتائج الدراسة
وأسفرت الدراسة عن نتائج متعددة تُلقي الضوء على كيفية تأثير ChatGPT على الجوانب العاطفية والاجتماعية لدى المستخدمين:
- الاختلافات بين الجنسين: أظهرت النتائج أن المشاركات الإناث كن أقل ميلًا للتفاعل الاجتماعي بعد أربعة أسابيع من استخدام ChatGPT مقارنةً بالمشاركين الذكور. وقد يعكس هذا اختلافًا في طرق التفاعل العاطفي بين الجنسين.
- تأثير وضع الصوت: أفاد المشاركون الذين تفاعلوا مع ChatGPT باستخدام وضع صوتي بجنس مغاير لجنسهم عن مستويات أعلى من الشعور بالوحدة والاعتماد العاطفي في نهاية التجربة، وحسب الدراسة، يشير ذلك إلى وجود تأثير نفسي محتمل لنبرة الصوت وطبيعة المحادثة على التجربة العاطفية.
- الارتباط العاطفي: كان المشاركون الذين شعروا بارتباط عاطفي أقوى مع ChatGPT أكثر عرضة للشعور بالوحدة والاعتماد على الروبوت. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين أقاموا علاقة وجدانية مع الروبوت أظهروا مستويات أعلى من الاعتماد العاطفي.
- الانعزال الاجتماعي: لاحظ الباحثون انخفاضًا طفيفًا في مستوى التفاعل الاجتماعي لدى الأشخاص الذين اعتمدوا على ChatGPT لفترات طويلة. يشير هذا إلى إمكانية أن تحل المحادثات مع الذكاء الاصطناعي محل بعض التفاعلات البشرية.
على الرغم من أهمية النتائج التي توصلت إليها الدراسة، يُقر الباحثون بوجود صعوبات كبيرة في قياس التأثير العاطفي بدقة، وتعتمد معظم البيانات على مشاعر يُبلَّغ عنها ذاتيًا، والتي قد لا تعكس بالضرورة الحالة العاطفية الحقيقية.
وأوضحت كيت ديفلين أن المشاعر البشرية معقدة وتخضع لعوامل عدة يصعب التقاطها عبر الأساليب البحثية التقليدية. كما أشار جيسون فانغ، الباحث في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي في OpenAI، إلى أن هذا البحث يمثل خطوة أولى نحو فهم التأثيرات طويلة الأمد للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، مؤكّدًا على أهمية تطوير معايير جديدة لقياس التفاعل العاطفي بدقة أكبر.
وتثير نتائج الدراسة تساؤلات مهمة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات الإنسانية، إذا أصبح الأشخاص يعتمدون عاطفيًا على روبوتات الدردشة، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير طبيعة العلاقات البشرية وتقليل التفاعل الاجتماعي المباشر.
ومع ذلك، قد يوفر الذكاء الاصطناعي دعمًا عاطفيًا للأشخاص الذين يعانون من الوحدة أو العزلة الاجتماعية، مما يبرز الحاجة إلى فهم أعمق لكيفية تصميم تفاعلات الذكاء الاصطناعي بطريقة تعزز الرفاهية النفسية.