1. ثقافة
  2. نصوص

رجل بلا رأس

25 يناير 2022
لوحة لـ ثيودور ميجر/ بريطانيا
رأفت حكمترأفت حكمت

أنا الرّجل ذو الرّأس المربّعة

الّذي يتحدّثُ عنه الجميع..

 

أتّسعُ كثيرًا..

إذا أراد أحدُكم أن يُفرِغَ قلبَه منَ الشّتائمِ فِيَّ..

 

ولا أمانعُ..

أنْ تَستخدِمني عَرَّافاتُ الصّباح

كدليلٍ..

يُشِرْنَ إليه في قيعان الفناجين

أمام النساء اليائسات

أنّ ابتسامةَ مسخٍ ذي رأس مربعة في تِفل القهوة

لن تكونَ أكثر مدعاة للقلق

من انتظار طويل..

خلف أبواب العنوسة، الّتي (قد) لا يطرقها أحد..

 

سأكونُ، إنْ لزمَ الأمرُ

ذلكَ الرّجلَ ذا الرّأسِ الكرويّةِ المفلطحة

والّذي..

ما إن يَمرَّ في شارعٍ فرعيٍّ

أو سوق شعبي أو تحت جسر ما

حتّى يتجمهرَ النّاس حولَه

ثمُ يطاردوه

ويرجموا غرابةَ شكلهِ..

بالحجارة والعصي وعرانيس الّذّرة المُستهلكة..

 

ولن أكترث بما أسمعه من الكلام

عن كرة البولينغ -كما ينعتونني بها دائمًا-

طالما أنّ لا أحدَ منهم سيقدر

على غرز أصابعه الغليظة في ملامح وجهي.

 

سأكون..

أيّ شيءٍ أرغب في أن أكونه

حتّى ولو استدرجتني الأمّهات إلى أسرّة أطفالهنّ

كمخلوقٍ غريبٍ

ليقصصن عليهم كي يناموا

سيرة الغولِ الّذي فرَّ من أكاذيبِ العرّافاتِ

وصار إلى قصَّة شعبيَّة..

 

على هيئةِ رجلٍ بلا رأس، مليءٍ بالشّتائم والسّبابْ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ثمّة تدريباتٌ أخرى لكسر الملل

عرّاف أشجار الدم

كلمات مفتاحية

غوزانا.. ماذا بعد البحر؟

تبدل الحشد / والطوائف/ والآلهة جميعها: طرقوا بابك المحصن بالعيون النحاسية/ والتمائم والبخور/ لم تفتح لهم

زمن بلا أخ ولا ظل

اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

السرك البشري

دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة