رواية "قلب أبيض جدًّا".. الماضي جحيم الغد
7 نوفمبر 2018
ألترا صوت – فريق التحرير
بعد قرابة أسبوعين من إصدارها رواية "فكّر فيّ غدًا أثناء المعركة" للروائي الإسباني خابيير ماريّاس، تقدّم "منشورات المتوسط" رواية أخرى للكاتب هي "قلب أبيض جدّا"، والترجمة الجديدة أيضًا لعلي إبراهيم الأشقر.
تتكشَّف عبر صفحاتِ رواية "قلب أبيض جدًّا" أسئلة إنسان العصر الموغلة في الشكِّ واللاّيقين
رواية "قلب أبيض جدًا" التي أُخذَ عنوانها، كما سابقتها، من عبارة متون شكسبير: "يداي من لونكِ، لكن يُخجلني أن أحمل قلبًا أبيض جدًّا"، تُفتَتح بحادثةِ انتحارٍ يسردُها ماريّاس بطريقةٍ تكشفُ براعتَه في وصفِ التفاصيل والأحاسيس الغامضة. بدايةٌ صادمة، استعادية، لتاريخ عائلةٍ يُشكِّل فيه الأبُ محورَ علاقات مضطربة ومبهمة، تنعكسُ على تصورات الابن وأفكاره الغارقة في التشاؤم عن الزمن الآتي، وما يُخفيه الغدُ بوصفه، هنا، بوابة للجحيم.
اقرأ/ي أيضًا: رواية "فكّر فيَّ غدًا أثناء المعركة".. التنقيب في أسرار القلب البشري
مُنذ السطور الأولى في رواية "قلب أبيض جدًا" يُدخلنا ماريّاس في جو ميلودرامي صادم، من خلال حادثة انتحارِ خالة بطل الرواية خوان، وزوجة أبيه في الوقت ذاتِه، في حمَّام المنزل أثناء مأدبة غداء عائلية مباشرةً بعد عودتها من شهر العسل. الحادثة التي وقعت قبل ميلاد خوان، تعودُ لتُلقي بظلالها على حياته، هو المتزوِّج حديثًا من لويسا الجميلة، والتي تشتغل في مجال الترجمة الفورية مثله.
يسعى خوان إلى الكشف عن أسرار الماضي الغامض لزيجات والده السابقة، تشمل امرأتين أخريين باستثناء والدته. الأولى منهما لم يكشف عن اسمها، لكن الثانية هي خالته فعلًا، أخت أمه. ومن خلال ذلك يشكّل نظرة جديدة على ماضي العائلة المليء بدسائس الأب واحتياله وعنفه.
بجملٍ طويلة، متشعِّبة، لا تخلو من الإيقاع الموسيقي الحاد، تتكشَّف عبر صفحاتِ رواية "قلب أبيض جدًا" أسئلة إنسان العصر الموغلة في الشكِّ واللاّيقين. بين عهد الطفولة والشباب المبكر، وبين نفسٍ بوليسي وآخر فلسفي؛ تتوالى مشاهدُ وأحداث الرواية التي تبدأ بجملةٍ حاسمة على لسان البطل: "لم أشأ أن أعرف، لكنّي عرفت".
اقرأ/ي أيضًا: