سقوط شربل خليل في lbc. ..العنصرية لا تضحك
8 ديسمبر 2016
لا يلعب شربل خليل، مخرج برنامج "بسمات الوطن" في اختياره للجناس اللفظي في عنوان برنامجه، على الكلام فحسب. فهو لطالما لعب على أوتار عدة منها الطائفي وليس آخرها العنصري في آخر ما تمخّضت عنه أفكاره المبغضة وغُنّت على إيقاع معاناة الآخرين، متناولًا مسألة "جدار الفصل" بين مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين ومحيطه الصيداوي، الذي أوقفت القوى الأمنية اللبنانية استكمال تنفيذه بعد ما جوبه به من رفض واعتراض.
يسخر شربل خليل في برنامجه "بسمات وطن" من اللاجئين الفلسطينيين
وبكثير من الإسفاف كُتبت الأغنية، وبعنصرية طافحة وأداء ممسوح من المشاعر، دافع خليل عبر أحد مؤدي البرنامج عن الجدار، الذي يطوّق المخيم ويعزل قاطنيه، معتبرًا أنه "يحمي اللبنانيين من بلوة (مصيبة) إسمها إرهاب وداعش"، وواصمًا بذلك كل من يعيش في هذا المخيم، الفاقد لشروط الحياة الإنسانية، وهم في الواقع من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، بصفات الإرهاب والتطرف أو أقله احتضان من ينتمون إلى تنظيم "داعش" الإرهابي وينفذون مخططاته الإجرامية.
اقرأ/ي أيضًا: "نقشت".. حفلة تسليع للمرأة اللبنانية
وبعبارات لا تليق بالمشاهدين أو تحترم تعدّد الآراء وحق اللبنانيين بالاعتراض والمعارضة، طالب كاتب الأغنية من يطالب بهدّ الجدار بأن يسكت ويغلق فمه ("انت يللي قايم ضدو وطالب الدولة تهدو افهم نتفه وبوزك سدو")، مرددًا كلمات الأغنية ومشددًا على مطلعها. ما استدعى بعد بث الحلقة سيلًا من الانتقادات والشتائم، التي عمّت وسائل التواصل الاجتماعي، استنكارًا لعنصرية شربل خليل والحضيض الذي وصلت إليه فقرات برنامجه.
في الواقع، هذه "السقطة" الأخلاقية لا تُعد المرة الأولى التي يتعرى فيها خليل عن قصد أو غير قصد، في برنامجه أو خارجه من "ورقة التوت" التي تصنّف برنامجه وأعماله كوميديةً. فالسخرية التي يمتهنها لم تعد تثير الضحك بل الغثيان، والترفيه الذي يتوخاه منتجو هذا "الصنف" من الأعمال ما عاد يتحقق بعد أن باتت الفقرات منبرًا سفيهًا للتحريض والكراهية ومبردًا يلحس منه المشاهدون ليشبعوا مرارةً من دمائهم وآلامهم. أو لم تنل مضايا عند محاصرتها حصتها من "لا إنسانية" شربل خليل في سخريته من المجاعة التي فتكت بناسها ونالت من أطفالها؟.
مبررٌ الشحّ الذي وصل إليه البرنامج الذي يتخذ من "موت الوطن" دلالة من ظاهر وباطن كلمة "بسمات"، فما يزيد عن سبعة عشر عامًا كافية لأن تنضب كل مواد الكتابة والعرض وأن يصبح أداء المقدمين وشخصيات الحلقات الدائمين والطارئين باهتًا وسطحيًا ومقرفًا في كثير من الأحيان. ومبررٌ أيضًا الإفلاس الذي بلغه شربل خليل نفسه بعد أن فشل في اجتذاب الإعجاب والتقدير من المشاهدين الذين ملّوا أولًا هذا النوع من البرامج، وواكبوا موضة "ألوان مان شو" في برامج الضحك والسخرية ثانيًا.
لكن ما لا تبرير له هو إنعاش البرنامج ببث الحقد وتغذية العصبيات ولفت الأنظار إليه بتغريده في أسراب البوم الذي ينذر بالسوء. وما لن يجد ما يبرره مطلقًا هو أن يُقيم شربل خليل على دموع المحرومين والجياع احتفالية عنصريته، فيحقق نسب مشاهدة مرتفعة ويعيد للبرنامج الذي "مات وشبع موتًا" أنفاس الحياة.. الكريهة.
اقرأ/ي أيضًا: