صدام السياسة والتكنولوجيا.. حظر تيك توك في الولايات المتحدة يدخل حيز التنفيذ

دخل الحظر الفيدرالي على تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة حيز التنفيذ مساء أمس السبت، حيث أبلغت المنصة مستخدميها بأنه لم يعد بإمكانهم استخدامها، فيما قامت متاجر التطبيقات على رأسها "App Store" و"Google Play"، بإزالتها التزامًا بقرار المحكمة العليا. 

وتلقى مستخدمو التطبيق، البالغ عددهم 170 مليونًا، رسالة تفيد بتوقف التطبيق عن العمل نتيجة قانون الحظر الذي أيدته المحكمة العليا قبل يوم أمس الجمعة. وتابعت رسالة الشركة: "نحن محظوظون لأن الرئيس ترامب أشار إلى أنه سيعمل معنا على إيجاد حل لإعادة تفعيل تيك توك بمجرد توليه منصبه"، في إشارة إلى تعهد ترامب بـ"إنقاذ المنصة". 

وقال ترامب، في مقابلة مع "NBC News" أمس السبت، إنه يفكر في منح منصة "تيك توك" تمديدًا لمدة 90 يومًا يسمح لها بمواصلة العمل. وأشار الرئيس الأميركي المنتخب إلى أنه في حال تبني هذه الخطوة، فقد يُعلن عنها يوم غد الإثنين الذي سيؤدي فيه اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية. ومن المتوقع أن يكون الرئيس التنفيذي لشركة "تيك توك"، شو زي تشيو، حاضرًا في حفل تنصيب ترامب. 

يُلزم القانون الفيدرالي الجديد شركة "بايت دانس"، المالكة لتطبيق "تيك توك"، ببيع حصتها في التطبيق داخل أميركا بحلول يوم الأحد، أو ستواجه حظرًا شاملًا في البلاد

وكان عدد كبير من المشرعين ومسؤولي الإدارة قد أعربوا، منذ فترة طويلة، عن مخاوفهم بشأن التطبيق الذي يعتبرونه تهديدًا للأمن القومي لكونه مملوكًا لشركة صينية. 

يُلزم القانون الفيدرالي الجديد شركة "بايت دانس"، المالكة لتطبيق "تيك توك"، ببيع حصتها في التطبيق داخل أميركا بحلول يوم الأحد، أو ستواجه حظرًا شاملًا في البلاد. ويعود هذا القانون إلى نيسان/أبريل 2024 بوصفه جزءًا من حزمة تمويل ضخمة بقيمة 95 مليار دولار أميركي. وأمام هذا القرار، رفعت شركتا "تيك توك" و"بايت دانس" دعوى قضائية على اعتبار أن هذا القانون، بحسبهما، ينتهك التعديل الأول للدستور الأميركي الذي يكفل حرية التعبير. 

ومن الممكن أن يكون لهذا القرار، وإن كان مؤقتًا، تأثير واسع الناطق على العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، بالإضافة إلى السياسة الداخلية الأميركية، وسوق وسائل التواصل الاجتماعي، وملايين الأميركيين الذين يُعتبر التطبيق مصدر دخل رئيسي لهم.

وأثار هذا القانون جدلًا واسعًا في الصين، إذ اعتبر كثيرون أنه خطوة قمعية بحق المنصة، فيما قال رئيس التحرير السابق لصحيفة "غلوبال تايمز"، التي يديرها الحزب الشيوعي الصيني، أن إعلان "تيك توك" وقف الخدمات في أميركا يمثل اللحظة الأكثر قتامة في تطور الإنترنت. وأضاف: "إن الدولة التي تدعي أنها تتمتع بأكبر قدر من حرية التعبير نفذت أشد عمليات القمع وحشية لتطبيق إنترنت".

وفي السياق نفسه، اعتبرت السفارة الصينية في واشنطن أن الولايات المتحدة تسيء استخدام سلطة الدولة بطريقة غير عادلة لقمع "تيك توك". وأكد المتحدث باسم السفارة أن الصين ستتخذ: "جميع التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة بحزم".