
فوق أكتاف الغرباء
أموتُ بدون ضجيجهم في البال/ ويبكيني أنني الآن آكل لوحدي/ لا يدَ تمتدُ ولا فمٌ يحكي/ أغلقُ الأضواء/ أتوسّدُ كل الأشياءِ التي تَركتها خلفكِ/ وأمضي كل يوم في جنازة

بطريقة مختصرة
لا أريدُ ضجيجًا ولا مئات الناس من حولي../ دسّوني في شبرٍ من النسيان وامضوا؛/ سأتدبرُ أمر وحدتي/ هذه ليست المرة الأولى في القبر.../ والأحبة رحلوا قبلَ الآن كثيرًا!

كأنّ اسمي عصاكِ السحرية؟
يا أمي ألا زلت تضعين يدكِ/ على صدرك كلما ذكرتني/ كأنك تدليّنَ على مكاني؟/ ألا زلتِ تحدثّين إخوتي عنّي/ كلما جاعوا أو شعروا بالبرد

اليد التي لا تكون معك
اليدُ التي لا تنامُ على وجهك/ يدٌ حزينة وبَاردة/ لا يشعرُ بها صاحبها/ إلا عندما يرى يدين عاشقتين/ تتشبثان ببعض؛/ مخافةَ الطريق!

زاد الرحمة
هذه شاماتك/ التي في صدركِ أصبحت قمرًا/ يشيرُ إليه العشّاق من الشرفات/ حينَ تضطرهم المسافة/ التي في عنقك صارت جمرًا/ يقلبّهُ السكارى كلّما أنطفأت نار الكلام

متى ينتهي كل هذا لنعودَ عراةً كما البداية؟
أمي مخزنُ ذنوبي وأخطائي/ لقد أرضعتني خمس سنوات كاملة/ بحجّة أن تكون لدّي عظام قوية/ لهذا وكلّما اشتقت لها تؤلمني مفاصلي

طائرٌ يدلّكِ عليَّ
أُسندي عمرك لعمري/ دعينَا نمسحُ الغبار على زجاجِ الزينة/ ونشاهد بالحسرةِ/ هروبَ الأحبةِ من الصُور الجماعية/ نجَاتهم الواحدَ تلو الآخر/ من بلاهة الأبدية!

للأصابع حياتها وموتها
للأصابع وداعها/ حينَ تجّف الدموع/ وتتيبسُ أنهارها/ للأصابع فراغها/ إذا حملت بالضغينة فأسًا/ يصبحُ العود... حطبًا

وجهكِ الحزين كأغنية بدوية
أحبك/ في كل الأوقات/ التي يكون فيها البرد سيدًا في الخارج/ في المواسم الدامعة/ التي يقفُ فيها اللبلابُ ملوّحًا لماضيه الأخضر/ يشتّدُ قلبي حنينًا وأحبك أكثر

لا يثيرُ جلبةً ولا يناجي أحد
ابنك الأخضر كرئتي غزال/ أصبحَ يابسًا في خيال الأخريات/ يبكي بمرارة/ ضعفهُ المنشورَ على حبلِ الغسيل/ عيوبهُ التي تزّينُ هيبة التماثيل

الخوفُ من أن تملك شيئًا لتخسره
نغيّر البيوت حسب مَزاج القذيفة/ نمسحُ الطُرقات التي يقفُ عليها الجنود/ ونلغي الشوارع التَي أمتلكها آخرون/ لا نملكُ شيئًا سوى حيلةِ/ الارتياح للموت

ما من أحد ناداهُ
نهبوني يا أمي/ نهبوني تمامًا/ وحيدكِ الذي تقسمين/ بفداحتهِ/ هزمهُ الحبُ/ ونصبَ عليه الأصدقاء/ وتقاسمتهُ الحانات/ أصبح فزّاعةً/ تبني الطيورُ أعشاشَها على رأسه!