لفهم خصوصية أميركا اللاتينية.. ماذا نعرف عن تطبيق "لاتام جي بي تي"؟

يستعد المركز الوطني للذكاء الاصطناعي في تشيلي لإطلاق تطبيق الذكاء الاصطناعي "لاتام جي بي تي" منتصف في حزيران/يونيو المُقبل، وهو تطبيق شارك في تطويره 27 مؤسسة من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى خبراء من دول المكسيك والأرجنتين وكولومبيا والإكوادور والولايات المتحدة وإسبانيا وبيرو والأوروغواي، بحسب الموقع الرسمي للتطبيق.

لفهم خصوصية أميركا اللاتينية

وبحسب بيان المركز الوطني للذكاء الاصطناعي، قالت وزيرة العلوم والتكنولوجيا والمعرفة والابتكار في الحكومة التشيلية، آيسين إيتشيفيري: "يجب أن يعكس الذكاء الاصطناعي العالم وتنوعه"، مشيرةً إلى أن خصوصية أميركا اللاتينية لا تقتصر على اللغة الإسبانية أو البرتغالية، بل تشمل فهم ثقافتها ورؤيتها للعالم.

وأوضح البيان أن "لاتام جي بي تي" سيكون، على خلاف النماذج الأخرى، مفتوحًا، ما يتيح لمزيد من الأشخاص في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي دراسته واستخدامه وتطويره. وأُنشئ النموذج تحت إشراف جامعة تاراباكا شمالي تشيلي، باعتماده على ما لا يقل عن ثمانية تيرابايت من البيانات النصية.

سيكون "لاتام جي بي تي" خلافًا للنماذج الأخرى مفتوحًا، مما يعني أنه سيتيح لعدد أكبر من الأشخاص في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بدراسته واستخدامه وتحسينه

كما صرّح المدير العام للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي، رودريغو دوران، بأن الهدف الرئيسي من إطلاق "لاتام جي بي تي" هو توفير خوارزمية مفتوحة لتعزيز البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي في المنطقة، مشددًا على أهمية معالجة المشكلات الخاصة بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

وأشار دوران في تصريحات أخرى إلى أن المركز يسعى إلى إثبات قدرة تشيلي وأمريكا اللاتينية على تطوير نموذج لغوي عام، منتقدًا النماذج المغلقة التي تديرها شركات خاصة مثل "وايد لابز" في البرازيل و"غلوفانت" في الأرجنتين، ومؤكدًا على ضرورة إتاحة النموذج لدول المنطقة وبناء قدرات تقنية جديدة.

سيكون تطبيقًا شاملًا لأميركا اللاتينية

وفقًا لتقارير لاتينية، فإن "لاتام جي بي تي" يهدف إلى تقديم تطبيق ذكاء اصطناعي يكون شاملًا، بالإضافة إلى سهولة الوصول إليه في أميركا اللاتينية، حيثُ تتمثل رؤية المشروع في "إضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وضمان قدرة كل دولة في المنطقة على تطوير وتنفيذ أنظمة الذكاء الاصطناعي في حكوماتها وصناعاتها".

وبحسب موقع "ويرد"، فإنه بدأ العمل على تطوير "لاتام جي بي تي" في عام 2023، حيثُ يضم سعة معالجة تبلغ 55 تريليون معلمة، وهو الإطار الذي يمكن للتطبيق من خلاله التعلم والاستجابة للاستعلامات، فضلًا عن ثلاثة تريليونات من رموز بيانات، مضيفًا أن التطبيق سيتناول القضايا ذات الصلة بأميركا اللاتينية، بما في ذلك الاختلافات الدلالية واللهجات بين البلدان، وكذلك الحقائق التاريخية، والمراجع الجغرافية، والموضوعات البيئية والثقافية.

ويشير موقع "ميديوم" إلى أن مركز الذكاء الاصطناعي استثمر 550 ألف دولار في تطوير التطبيق على مدى عامين، من ضمنها 250 ألف دولار ساهم بها بنك التنمية لأميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، إضافة إلى استثمار جامعة تاراباكا بخمس ملايين دولار، عبر تقديمها حاسوب فائق السرعة لتدريب التطبيق، حيثُ أن هذا البرنامج غير متوفر في تشيلي.

وكانت الصين قد أطلقت في وقت سابق النسخة المجانية لتطبيق الدردشة "ديب سبيك" الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيثُ استطاع التطبيق بزمن قياسي تصدّر قائمة التطبيقات التي يتم تحميلها من متجر آبل، بما في ذلك تطبيقي "شات جي بي تي" و"جيميني"، الأمر الذي دفع صحيفة "فايننشال تايمز" إلى وصف التطبيق بأنه "قنبلة ألقتها الصين في هذا المجال".