من هو مخترع جهاز التابلت؟
5 يمشي 2024
في عالم التكنولوجيا المتسارع، ظهرت أجهزة جديدة غيّرت طريقة تفاعُلِنا مع المعلومات والترفيه. من بين هذه الأجهزة، برز جهاز التابلت كأداة مُتعددة الاستخدامات تُناسب مُختلف الأعمار والاحتياجات. يعود تاريخ اختراع جهاز التابلت إلى عدة مسارات، إلا أن أحد أبرز المُساهمين في تطوير فكرة الجهاز هو الباحث الأمريكي ألان كاي، الذي قدم فكرة الديناميكس كات في التسعينيات. وعلى الرغم من أن جهاز التابلت تطور وتغير منذ ذلك الحين، إلا أن تلك الفكرة الأولية ساهمت في تأسيس أسس الجهاز الذي نعرفه اليوم. سوف نتعرف على من هو مخترع جهاز التابلت.
من هو مخترع جهاز التابلت؟

جهاز التابلت قد يرتبط في العقل الجماعي بأسماء بارزة مثل ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، إلا أن الحقيقة حول مخترع جهاز التابلت هي أن الفضل لا يُنسب إلى شخص واحد بل هو نتاج لتطور تقني مستمر وتراكمي على مدار عقود. من الأجهزة الأولى التي اقترحت فكرة الشاشة المسطحة واللمسية كانت أجهزة الكمبيوتر اللوحية التي ظهرت في السبعينيات والثمانينيات. ومن ثم، مع تطور التكنولوجيا وتحسينها، تبنت الشركات المختلفة مثل أبل وسامسونج ومايكروسوفت فكرة الجهاز اللوحي وطوّرتها لتصل إلى الأجهزة الحديثة التي نعرفها اليوم.
تعريف الأجهزة اللوحية التابلت
الأجهزة اللوحية، أو ما يُعرف باسم التابلت (Tablet)، هي أجهزة كمبيوتر محمولة ذات شاشة تعمل باللمس. تتميز بحجمها الصغير ووزنها الخفيف، مما يجعلها سهلة الحمل والاستخدام، بحيث يمكن للأفراد حملها في حقيبتهم أو حتى استخدامها بيد واحدة دون الشعور بالثقل. وتعتبر هذه الأجهزة مناسبة لمختلف الأنشطة، سواء كانت للعمل أو الترفيه أو التعلم، حيث يمكن استخدامها لتصفح الإنترنت، ومشاهدة الفيديوهات، وقراءة الكتب الإلكترونية، وتحرير المُستندات، والعديد من التطبيقات الأخرى. تُشغل هذه الأجهزة بواسطة أنظمة تشغيل مختلفة، مثل iOS و Android و Windows ومُؤخرًا Harmony OS الذي تُقدمه شركة Huawei الصينية حصريًا لعملائها، مما يوفر مرونة كبيرة للمستخدمين لاختيار النظام الذي يفضلونه والتمتُّع بالمزايا التي يقدمها. وبفضل تطور التكنولوجيا، تقدم الأجهزة اللوحية اليوم أداءً أفضل، مع ميزات متقدمة مثل شاشات عالية الدقة وأداء سلس في التطبيقات والألعاب الثقيلة.
ماذا تعني كلمة Tablet؟
يعتقد أن كلمة Tablet في عالم التكنولوجيا تشير إلى جهاز يشبه اللوح ويتميز بشاشة مسطحة، وقد تم اختيار هذه الكلمة لأنها تصف بنية الجهاز بشكل دقيق وبسيط في الوقت نفسه. يعود أصل كلمة Tablet هو الكلمة الفرنسية "tablete" والتي تعني طاولة، لتدخل اللغة الإنكليزية في القرن الثالث عشر وتعني سطحًا للكتابة.
تُستخدم أجهزة التابلت لأداء مجموعة متنوعة ومُختلفة من المهام والأغراض الترفيهية منها والعملية والتعليمية
أبرز محطات تطوّر جهاز التابلت
تطوّر جهاز التابلت شهد العديد من المحطات المهمة على مر الزمن، من بداياته البسيطة إلى الأجهزة المتطورة التي نراها اليوم. من بين أبرز محطات تطور جهاز التابلت:
- تابلت عام 1968: في أوائل الثمانينيات، قدّم دوغلاس إنجلبارت، الباحث في معهد أبحاث ستانفورد، نموذجًا أوليًا لجهاز كمبيوتر محمول يتضمن شاشة تعمل باللمس، وهو ما يُعتبر واحدًا من أول تجارب استخدام التقنية التي تشكل أساس جهاز التابلت. تميّز هذا النموذج ببساطته وقدرته على التفاعل المباشر مع الشاشة، وهو ما ساهم في تشكيل الفكرة المبكرة للأجهزة اللوحية التي نعرفها اليوم.
- تابلت عام 1972: في عام 1972، قدّم آلان كاي، العالم في مركز زيروكس PARC، ورقة بحثية تصف فيها جهازًا لوحيًا يُسمى Dynabook، وهو يعتبر أحد أوائل الأفكار المبكرة للأجهزة اللوحية. تميّز "Dynabook" بفكرة توفير جهاز صغير الحجم وسهل الاستخدام للتفاعل مع المعلومات بشكل مباشر ولكن في عام 1989، طرحت شركة Go Corporation جهازًا لوحيًا يُعرف باسم Go، وهو أول جهاز لوحي يتم طرحه تجاريًا. كان لـ Go ميزة فريدة من نوعها في الوقت الذي تم فيه طرحه، حيث كان يتميز بنظام تشغيل قائم على القلم الضوئي ويعتمد على واجهة مستخدم بديهية تسمح بالتفاعل مع الجهاز بشكل سهل وفعال.

- تابلت عام 2002: في بداية الألفية الجديدة، طرحت شركة "مايكروسوفت" جهاز "Tablet PC"، وهو جهاز لوحي يعمل بنظام التشغيل Windows XP Tablet PC Edition. تمتاز هذه النسخة من نظام التشغيل بتوفير واجهة مستخدم مُحسّنة لتتوافق مع استخدام القلم الضوئي، مما يسمح للمستخدمين بالكتابة والرسم مباشرة على الشاشة باستخدام القلم، وهو ما جعلها مثالية للاستخدام في الأعمال والتعليم والاستخدام اليومي، تمثل جهاز "Tablet PC" من "مايكروسوفت" نقطة تحول هامة في تاريخ جهاز التابلت، حيث جمع بين قوة نظام التشغيل ومرونة استخدام القلم الضوئي، مما جعله خيارًا شائعًا للمستخدمين الذين يحتاجون إلى تجربة كتابة ورسم متنوعة ومرنة على الجهاز.
- تابلت عام 2010: طرحت شركة "أبل" جهاز "آيباد iPad" في عام 2010، وقد حقق هذا الجهاز نجاحًا هائلًا في السوق، حيث أثر تأثيرًا كبيرًا على صناعة التكنولوجيا وأسلوب الحياة الحديث. من خلال توفير واجهة مستخدم بديهية ومجموعة واسعة من التطبيقات والإمكانيات، ساهم "iPad" في تغيير كيفية تفاعل الناس مع التكنولوجيا في مختلف جوانب حياتهم، سواء في المنزل أو في العمل أو في التعليم. ومن خلال جودة التصميم والأداء، نجح "iPad" في تعزيز مكانة "أبل" كرائدة في مجال الأجهزة الذكية وتكنولوجيا المعلومات.
أبرز المخترعين الذين ساهموا في إحداث ثورة في عالم التكنولوجيا اللوحية هو شركة أبل بإطلاقها لجهاز iPad في عام 2010.
استخدامات التابلت
تُستخدم أجهزة التابلت في الأعوام الأخيرة لأداء مجموعة متنوعة ومُختلفة من المهام والأغراض الترفيهية منها والعملية والتعليمية، ومن بين أهم استخدامات أجهزة التابلت ما يلي:
- تصفّح الإنترنت: يُعتبر التابلت أحد أفضل الأدوات لتصفح الإنترنت والاستمتاع بتجربة تفاعلية وسلسة. بفضل شاشاته الكبيرة والعالية الدقة، يمكن للمستخدمين الاستمتاع بمشاهدة مواقع الإنترنت بكل وضوح بواجهة واسعة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر التابلت تجربة تفاعلية ممتازة مع الوسائط المتعددة، مما يجعل تصفح الإنترنت أكثر إثارة وتفاعلًا.
- قراءة الكتب الإلكترونية: يُعتبر استخدام التابلت لقراءة الكتب الإلكترونية وسيلة مثالية للاستمتاع بالقراءة بطريقة عملية ومريحة. فبدلًا من حمل كتب ورقية ثقيلة، يمكن للقارئ أن يحمل معه مكتبة كاملة من الكتب في جهاز التابلت الواحد، مما يسهل عليه الوصول إلى محتوى متنوع في أي وقت وأي مكان.
- مشاهدة الأفلام والمسلسلات: يُوفر جهاز التابلت تجربة مشاهدة أفلام ومسلسلات بجودة عالية وبطريقة مريحة للمستخدمين. بفضل شاشاته الكبيرة والعالية الوضوح، يمكن للمشاهدين الاستمتاع بتفاصيل الصورة والألوان بوضوح فائق، مما يضيف إلى تجربة المشاهدة عمقًا وواقعية.
- لعب الألعاب: تعد أجهزة التابلت واحدة من أفضل الأدوات التي توفر تجربة لعب ممتعة ومثيرة للمستخدمين من جميع الأعمار. فبفضل شاشاتها الكبيرة والعالية الدقة، يمكن للمستخدمين الاستمتاع برسومات رائعة وتجارب لعب واقعية تشبه تلك الموجودة على أجهزة الألعاب المنزلية.
- العمل والإنتاجية: يعتبر التابلت أداة مثالية للعمل والإنتاجية، حيث يوفر وسيلة مريحة ومحمولة لإنجاز المهام الكتابية بسرعة وكفاءة. يمكن للمستخدمين استخدام التابلت لكتابة التقارير، وإعداد العروض التقديمية، وتحرير المستندات بسهولة عبر تطبيقات متنوعة مثل مايكروسوفت وورد، وأدوبي أكروبات، وغيرها من التطبيقات الخاصة بالمعالجة النصية وتحرير المستندات.
- التواصل الاجتماعي: بجانب جميع الاستخدامات السابقة، يُعدّ التابلت وسيلة رائعة للتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والعائلة. من خلال تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي المتوفرة على التابلت، يمكن للمستخدمين مشاركة الصور والفيديوهات، وإرسال الرسائل النصية والصوتية، والتفاعل مع منشورات الأصدقاء بسهولة وُيسر.
بينما تعتبر أجهزة التابلت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فإن السؤال حول من هو مخترع جهاز التابلت يُثير اهتمامًا كبيرًا. بالرغم من أن هناك العديد من الشركات والأشخاص قد ساهموا في تطوير هذه التقنية، إلا أن أحد أبرز المخترعين الذين ساهموا في إحداث ثورة في عالم التكنولوجيا اللوحية هو شركة أبل بإطلاقها لجهاز iPad في عام 2010. ومنذ ذلك الحين، شهدنا تطورات مذهلة في هذا المجال، مما جعل جهاز التابلت لا غنى عنه في حياة الملايين حول العالم.