
أنام محتضنةً سكينًا
أرقصُ في حلبة الهم/ وأدوس على جرحي/ قلبي يتلظى بالنار/ والخوف يطرق أبوابي/ سكني كالمقبرة/ وفيه لصّ يسرق أفراحي/ أصبحت كالثكلى/ أتحسرُ على عمر ضائع/ أيها المنكود/ ليس عندي فرصة سانحة/ إنني ألوكُ الحب وأبصقه

موت بمواعيد واضحة
يخرمش الأبواب بأظافره الطويلة/ أظافره الحادة كأنصال الرماح/ يقف على أعتابها ظلًا كتيمًا بلا ضوء يؤنسه/ ظلًا أسود/ يبتلع المعنى كثقب مجوف بلا قرار ولا نهاية واضحة/ موتنا المفاجئ/ الفوضوي/ الموت الذي لا يأتي بمواعيد واضحة

دومينو
سيأتي أحدٌ ما/ ويشرحُ لنا أخبار الدول القريبة والبعيدة/ فالعالم أيضًا منشغل بأحوالنا/ سيذكر لنا إنّ هنالك أحزابًا خسرت/ وأخرى وصلتْ إلى السلطة/ إنَّ شخصًا ما ذا أهمية قصوى/ ماتْ/ إنَّ عددًا من القتلى سقطوا في انفجار/ وإنَّ أحد الشعراء ما زالَ يصلي

في الرواق المفضي إلى الحياة
تلاوات خافتة/ وموسيقى نشاز/ وضحكات ماجنة نصف مكبوتة/ تمتزجُ بنسيم الليل اللاسع/ فتاة ترقص بشبق/ بين ذراعي شاب ثمل/ يتلوى جسدها كأفعى/ وتسفر ضحكتها عن أسنان معوّجة وشِبه سوداء/ عتمة في آخر الرواق/ وفي سماء المدينة غيمٌ وسحائب دخان

أحبّكِ في كلِّ أنثى
والطريقُ طويلٌ فلا تنقذيني من البحرِ فيكِ/ دعيني أفتّشُ عمّن دعتْـني إليكِ/ لأحلمَ أطولَ مما حلمتُ/ وأبصرَ أكثرَ مما رأيتُ/ على شفتيها/أحبّكِ كي لا أضيعَ الطريقَ إليها/ فـَفيها ترفرفُ روحي/ كتخطيطِ قلبٍ إذا يستقيمُ مخطّطهُ في جهازِ الغرامِ/ خفـقْ

أسطوانة
سئمتُ/ عدّ كل الذين ماتوا/ يوميًا/ أفكر الآن في قطع أصابعي/ لأنهي الأمر/ */ أمي/ لم تعد تفكر/ في ثيابي المتسخة/ أو شعري غير المرتّب/ أو جوربي المثقوب/ هي الآن في زاوية الغرفة/ تفكّر/ في الطريقة التي قد أموت بها

أجرّكَ من بيتِ أبيك
ساخرة فكرة الخاتم الذي أرتديه/ وأُصبح بعد ذلك/ ملكًا لك/ هل بإمكانك التفكير بالأمر!/ أعقد عليكَ قِراني/ وأجرّكَ من بيتِ أبيك/ يسألكَ الشيخ: أترضاها/ تومئ رأسكَ خجلًا/ وأفهم العِبارة/ فأفضَّ عذريتك غير الواضحة/ وألطخك بالدم/ أحبلُ لكَ/ تذكر مخاوفك

ريشة سوداء
لم أعد أغسل وجهي صباحًا/ أسير/ وكلُّ خطوةٍ دمعة/ الطريقُ كلّه/ عيونٌ جاحظة/ فراشةٌ أنا/ بلا أجنحة/ حجرٌ في الطريق/ حتّى أقدام المارة/ لا تحرّكه/ شمعةٌ تحترق/ ولا تُنير../ أينَ يرقدُ الموتى؟/ الأرض تدور/ هل تتحركُ أبواب التوابيت؟

فتاة الإعلان
أن لا أتعرف على نفسي/ إلا إثر إعلان تلفزيوني/ عن ضياع إحداهن!/ ترتدي قبعتي في صورتها/ وأسرق نظراتها الفاتنة/ أتلبسها/ كلما مرّ الأسمر جارنا/ لأفتنه/ ولا يلتفت/ كلما سمعتُ أمي تناديني/ يقتلني الخوف/ أن تكون الضائعة أنا

لا صورة كاملة
إذ كان الزمن الذي ستستغرقه أمك لتشعر بالوحدة/ يساوي تقريبًا زمن اعتياد السرير على الخفة الطارئة/ إذًا../ اللعنة/ عدْ مسرعًا من حيث جئت/ مدَّ جسدك بين القبر وبين الشجرة/ لا تتحرك/ أفهمتَ الآن صلاة أمك/ "ولا تدخلنا في التجارب"؟

قهوة بطعم أسود
زجاجٌ شفيف/ يفصلني عن نهاية الكون/ يُقال إن زرقاء اليمامة/ مرت من هنا/ تبحث عن عينيها في أنقاض المدينة/ تبحث في زجاج عينيها/ عن مراثٍ للرجل الأخير/ الفجر يعري ظهر المدينة/ يخلق المرتفع للظل ظلًا طويلًا/ فينساب شعرها/ صدئًا في المدار السابع للبحر

قلبي يسيل هناك في شوارع حلب
المطر هو من يرسم قوس قزح/ كل ما فعلته الشمس/ أن قدمت قليلًا من الضوء/ المدى القماش/ وحدي من اكتشف آثار أصابعك/ قوس فرح غطى العالم/ غطى حلب وبقية المدن/ قوسي الحزين يتلاشى/ صباح وقوس وضحكة/ هكذا يكون العالم بالألوان