
ظل مارلا
لقد وعدت مارلا في يوم ما بأني سأغرقها في الطين، سأرسم على جسدها بأعواد الجوز، سأسحب مارلا من يديها في بستان نبع التينة إلى جورة صغيرة، الجورة التي كنا نجعل منها أفخاخًا لبعضنا البعض عندما كنا صغارًا أنا وأمونة ونعومة وإبراهيم ونور

لَمْ يَعُدْ للابتسامات صِيت
سأبكي عليه بلا هوادة/ لأنه يتشظى من الهواء: رملًا مجعدًا بالسيوف/ - بطلًا مكدودًا بالذنوب/ سأبكي عليه/ على اعتبار أنهُ النورُ وأنَا "الظَلمَة"/ على اعتبار أنَّهُ القوس وأنا الشجرة/ وسأحترق أسى عليه/ لأَنَّ أيامه كالحات
لأنَّه مسحوقٌ بالضوء

شؤم الأرض
كيف لكِ/ لو تستطيعينَ الكلامَ/ كيفَ لكِ/ بعدُ كلِّ هذه الكتبِ المنثورة بالدماء/ أن تنادي السواقي، والأشجار،/ الهداهدَ، والعناكب المتعبة من نسجِ/ البيوت المقدّمة قربانًا/ لمطاحن الغرباء؟/ ألا ترتجفين؟/ ألا يكفيكِ تشنجات دود القزّ/ في مخابئها؟

الحزن الذي دون سبب
تفقّدت إن كانت خيوط حزن تلك التي نسلت من سرج جدّي حين سقط المرج/ إن كان يخصّ النار التي أشعلت على قمم جباله ولم يأتها أحد/ إن كان يخصّ عاشقًا قديمًا سددت أحداقه بالإسمنت/ أو ربما يخصّ الجنادب التي اصطدت أرجلها لأمنعها عن أوّل قفزة في حياتها

الذباب نقاط سوداء
أن أتأملكِ/ يعني أن تأتي القصيدة/ هكذا من تلقاء ذاتها/ مثل خيول تعبر سهولًا مفتوحة كنص حر/ ومختلفة الألوان/ صفراء تميل للحمرة/ سوداء مثل قطع فرت من عين/ بيضاء ورمادية/ كل هذا يحدث/ وأنا آخذ اللقطة الأخيرة/ من فعل وردة

كيفَ سيصلُ القطارُ من دون سكةٍ؟
كان يخافُ الظلام، ولم يكن يخرجُ ليسير بين المارة خوفًا على حياته!/ أضاع السنوات قابعًا في بيتهِ خائفًا من مواجهة العالم في الخارج/ لم يألف التحدث مع أحد، كان يجلسُ برفقةِ حسرته ويتحدث معها/ ليس لديه أي علاقات فهو لم يتجرأ على أن يقيم علاقة واحدة

كل ما يحدث في غيابك
كل ما يحدث الآن في غيابكِ: قصائدي تغير لونها كثيرًا، ثم تساقطت كورق الصفصاف فلا تصغ لأحد، اصغ لقلبك مرة واغفر له كي يغفر لك، لا تتركه وحيدًا مثلك، صافحه الآن، عانقه طويلًا كي تكونا معًا أنت وقلبك، غنِّ له وحده كي يغني لك وحدك

إن فاجأتك عين التنين
يا "طيرُ"/ اذهب للجهة الأخرى/ خالف قدرًا بلون زجاج الكنائس/ بلون دموعِ "الأم الحزينة"/ بلون قصص الأنبياء/ وإن فاجئتك عين التنين هناك/ تَعال فالدمُ المسكوب في الزجاج المعشّق/ ما زال يسخُن/ يغلي/ واللحم الممنوح لرّبِ "الجليد" شرابٌ لا سكّر فيه

ما الذي سأفعله لاحقًا؟
سأتقن دور جثة/ تتقن الاندماج بمنفى الجد الأول/ التراب مثانة واسعة للعدم/ سأتقن دور جثة/ بإمكانها أن تصير العابا محبوبة/ سأكون إحداه، دمية مطيعة وغريبة الأطوار/ ضعوني فحسب بجانب ابنتي/ ذات الثلاثة أيام بصقت دمي، وذهبت دون أن تعرف ألعابها

لا أرض لنقف عليها
سأسأل الشوارع عن يومٍ قديم/ عن عذريتها الأولى/ كيف كانت؟/ هذا السيلُ من الأخضر اليانع الذي كان يغطيها/ وتلك الأشجار/ الأشجار التي اقتلعناها لنصنع منها أعوادًا للرماح/ متآلفون مع البشاعة/ كارهون للقُبل/ حبيبان يمارسان الحب في مغارة

في البيتِ يوم السبت
أنا لا أريد قصيدةً لا تكتبُ اسمكِ فوق إكليل الندى والأقحوان/ أنا لا أريد كريّةً دمويةً لم تستحمّي في لظاها حين يحرقني اللهيب/ أنا غارقٌ في مقلتيكِ ومتعب حتى انتحار الضوءِ في شفةِ الغروب/ وأنا أراكِ أريدُ أنْ أبكي ليسبحَ وجهكِ الزهريّ في مطرِ الدموع

كلانا تربّى على الرحيلِ
تقولُ لي:/ كنّا اثنين/ أنا وأنت والنوايا/ فلما خلعتَ عنكَ/ وشاحكَ الأزرق/ أخرجتَ من ضلعي قبيلةً/ يا ابنَ رحمي/ كفَّ عن هذا الصراع/ واجلس كما أخبرتكَ المشيئة/ مائلًا على ظلّي/ اجلسْ عاقلًا/ وأنا أعطيكَ نصفَ كلّي/ وأنا أعطيكَ نصفَ أمنياتكَ في الرحيل