
الإنسان حلم
صغيرًا كان العالم في ما مضى لكنْ بأحلام كبيرة وكثيرة، وكبيرًا صار العالم مع ما أتى لكنْ بأحلام صغيرة وقليلة، إلى الحدّ الذي يستدعي الشكّ لا في حجم عالمنا الآن، بل في فكرتنا عنه وعنا

خيطٌ مُنسَدِلٌ من قميص الذكرى
سرقوك من الوقت، ورموا عيونك في بحر التمنّي/ شدّوا إليهم، بِحبال الوهم، أحلامكَ/ حلمًا بعد حلمٍ بعد حُلم/ ها أنتَ ذا،/ خيطٌ منسدلٌ من قميص الذكرى/ تتهاوى على سبيل الهواء.

عن عابرٍ يقيمُ في حلمهِ
كان يُصلّي في منامه تاركًا النوافذَ مشرعةً على السمواتِ ودمُهُ كانَ ينهبُ الأوكسجينَ فتدركُ الجدرانُ اختناقها فيصحو على ثقل العالم في كفّيهِ. شكَّ في الألوانِ جميعَها

على شكلِ بداية خريف
في الوقتِ الّذي يعكِسُ الحَوْض/ صورٌ كُنّا نراها تعيشُ فيه لبرهة/ أرقبُ وجهكِ الّذي تبدّى عصيًّا على الوصف/ كملحمةٍ تلتهمُ الوقتَ،/ فيضانٌ جارفٌ

كوابيس الرجل الفراشة
أبي الذي فشل في الخروج من المنزل، كأن هنالك حائطًا من الطاقة يحافظ عليه في أطر محدّدة. ينظر إليّ بقلق، ويصرّ بأسنانه، جعلني أشعر أن هنالك أمرًا ما يمنعه من الكلام.

الموتُ محض مدينة
العابرون الحلمَ/ ليس لهم سوى قلقٍ/ تشكّله الغياباتُ/ التي أخذت بقايا اللون/ هم نزحوا إلى الطرق المواربة/ الرؤى/ وتشكلت آمالهم ثكلى/ تصبر جُرحها

وشيءٌ من سرْدٍ قليل.. سيناريوهات للمشهدِ الواقعيّ
حدّثيني عن براعة الياسمينِ النّقيّ الّذي يتسلّقُ أعمدة الرّخام المخمليّة/ كيف يشتعل الرّخامُ بأخيلةِ السّرد في باطنِ الكفّ عند اللّقاء كنجمتينْ

الكشفُ والتَّأويل
ستنجو الدَّهشةُ/ حالَما ينجو الحبْرُ/ أقصدُ أنْ يتَّحدَ الغيْمُ والمطَرُ والجفافُ/ عندَ كُلِّ تفسيرٍ لا يُرامُ

نرى الزمنَ في ضجيج المياه
يخرُجُ الآخر من معطفي الشتوي/ يتمدّدُ جهة النهر.. كحاوٍ/ أقولُ لهُ عُد/ الشمس لمّا تغب بعدُ/ والصخبُ يملأ أزقة المدينة/ حُراس الأماكن.. في كلّ جهة/ كل شارع/ كل ابتسامة.. ورغيف خُبز/ عُد شوارع الليل ما زالت بعيدة/ وشوقي إليكَ ما زال بعيدًا

رحّالة مُثْقَل بحِمل العدم
أنا ذلك الجسد الذي أدمته كدمات الخيبات. كزانيةٍ في قلب صحراء الوهن، غُرِسَ بدنها في قاع الرمل ورُجمت بذنوبها حتى تطهّرت بدمها.. ذلك الدّم الذي فاض في الأنهار ليسقي الحيوانات والأشجار وتترك هي شيئًا من خطيئتها في كلّ واحد منهم

دوران الدوران
الروائح تأتي في موعدها/ لا تتأخر هجرة السنونو/ ولا قدوم المطر/ لا يتأخر لمعان النضج/ في قلب سنبلة/ ولا يأتي على عجل/ عسل التين/ كان السهل يجاور البحر/ والجبال تستنطق/ خلوات النسّاك/ والملامح وجهتها المرح/ كرمى لقاء شريكش

مهرها حزمة من حطب
أنت في الدنيا لمعُ سراب/ أدنو من الأرض/ مثل جذرٍ في عمقها يُقيم/ في طريقي/ ماءٌ ساكن/ ورملٌ/ أرفعُ الرأس، تهبُّ الرياح/ تقطعُ الحلم وتذَره في الفلاة/ مثل نبات تحمله الصحراء في أحشائها/ ثم تلفظه/ امرأة، مهرها حزمة من حطب