
معرض "نوستالجيا".. حاضر يُرسَم بلغة الماضي
يضم معرض رضا عبد الرحمن "نوستالجيا" أكثر من 100 لوحة بأحجام ومساحات متنوعة تتناول جميعها موضوعًا واحدًا هو الحنين إلى الماضي، ومن هنا جاء عنوانه

الحنين.. تجارة لا تبور
الحنين قصة تدور حول سعي مستحيلٍ هو اللقاء بالغائب والمفقود. ومثلما يسعى الأشخاص وراء زمان ذهبيّ جماعيّ، فداخل ذلك هناك زمان ذهبيّ لكلّ شخص، ولهذا فحنين كلٍّ منا استثنائيّ بطبعه

يُبكينا الغبار الذي لا يُرى
وددت أن أكف عن مناداتك/ لولا أنك تبتكر مجيئًا في كل شيء/ في كل نسخة أعرفها منك/ وفي كل حياة قادمة سأكون بها/ سمّيتك الجنوب/ مصائر مدفونة بكل جلاء في صخور هائلة

الحنين إلى عالم لم يكن موجودًا
لم يكن العالم جميلًا وطيبًا في أي يوم، ولكن ليس هذا ما أشعر بالحنين إليه، إنما أحن إلى نظرتي أنا إلى العالم.. إلى فهمي، أو بالأصح: عدم فهمي.. إلى جهلي السعيد وحسن ظني الأخرق

تأتي على عجلٍ من الوقت
ثم إن الساعات الحرجة/ تأتي على عجل من الوقت/ كأن بها دين على عاتق عجوز/ يعجز عن مساومة ذاته/ على أن يسدّد/ ولو على مضض/ بقاياه التي تسابق العمر

يريدون احتفالًا ولو بالرحيل
في بيتنا خزانٌ كبير/ تجمع فيه جدتي كل حنين العائلة/ لتجفِّفهُ/ وتُطعم أطفال الورود الصغار

هناك وهناك
هناك حاجبٌ وقعَ عن قوسه/ هُدبٌ غفلَ في النسيان/ ويدٌ تاه عنها اسمُك/ تضع أصابعَها في الطين/ في الطحين/ في الرمل

عن الحنين وأشياء أخرى
مفهوم ذلك الحنين، لكن من غير المفهوم أن يضطر إلى تزييف صور وذكريات، وإلى اختلاق أنهار من عدم، وتحويل أكوام القمامة إلى تلال ياسمين

ليلة أخرى
تأوينا العزلة، ونشفق من تلك الأغاني التي تداعب أحزان أرواحنا التائهة في مقبرة سوادك... الفراغ هنا يسد الأفق بجوع لا نهاية له

فراديس الأمس المفقودة
ما زالت ذاكرتي ترتد إلى تلك الجرة الكبيرة والملفوفة بقطعة قماش سميكة، الواضعة في إحدى زوايا فناء الدار، وتكاد تكون في كل أوقاتها مليئة بالماء، كان ولا زال له في ذاكرتي مذاق عذب. تأخذني الذاكرة إلى الموقد الطيني الذي كانت تصنعه جدتي

رائحة الحديد
سيكون لي وجهًا مجعدًا كخطوط الأرض بعد شوط الحراثة الأخير وأردد في كل خيبة: ألا ليت الشباب يعود يومًا. أتدرون؟ لقد أرهقتني الفكرة، أنا الآن على أعتاب الثلاثين وهذا يكفي. قرص "البنادول" الذي أخذته قبل ساعتين بدأ يتراجع أمام ضربات الألم المقيمة

كلّ شيء معدّ للغرق
أحمل عائلتي في محفظتي/ أخبئها في كلمات السر/ ولأنني أنسى كثيرًا/ أسجل مروري/ كل دقيقتين!/ لقد نسيت البارحة/ أي عام أنجبتك يا صغيري/ شردت قليلًا في الأفق/ إنه في عروقي منذ الأزل/ أعرف هذا الصغير جيدًا/ أعرف عينيه/ وخطواته