
الصّمت الخلّاق
ليس الصمت مجرد غياب للكلام، إنه ليس خواء وعدمًا، بل إنه يتمخض عن فعالية وينطوي على قوة وبلاغة. وهذا أمر يدركه أصحاب الموسيقى الذين ينظرون إلى مقاطع الصمت على أنها مقاطع من المعزوفة الموسيقية

هاويةٌ تختلس النظر إلينا
ما الذي يجعل الوجوه ترتسم بملامح وجهك؟ أو أن تلتقط أذناي صوتك فجأةً، كما لو أنك تهمس لي عند كل تساؤل صعب، أنني أنا الإجابة؟

"الصمت" معرض جديد لكريم حلمي
تتسم أعمال الفنان المصري كريم حلمي بواقعية ذات حس ميتافيزيقي يتمحور حول شخوصه غير المكتملة الأطراف، والتي تبدو كما لو كانت في مقاومة لمجهول

غواية الوهم
منذ نعومة أظافرنا/ خطونا فوق أنفاس وحش رابض/ على حشائش أيامنا/ وانتظرنا أن ينحدر مثل صخرة/ تدحرجها الرياح

عن عابرٍ يقيمُ في حلمهِ
كان يُصلّي في منامه تاركًا النوافذَ مشرعةً على السمواتِ ودمُهُ كانَ ينهبُ الأوكسجينَ فتدركُ الجدرانُ اختناقها فيصحو على ثقل العالم في كفّيهِ. شكَّ في الألوانِ جميعَها

هوامش وتأملات
الباب أكثر من سيرة دخول وخروج، أو شقّ ثابت في الجدار والعزلة التي تبتكر ذاتنا من جديد، وتستر، أو تسترد خطايانا. إنّه مسافة ثابتة للوصول، للّقاء، وعمرٌ من الذكرى، وذاكرة من الصمت

التراب الذي كان أهلي
أحبُّ المطرَ ورائحته التي تشبه رائحة الأسماك في النهر، النهر الذي شيّئته يد البيئة؛ وأغرقت صورنا الأولى فيه./ والسمك الذي كان وديعًا؛ يقفز ليلاطف أحدَنا

متى ينتهي كل هذا لنعودَ عراةً كما البداية؟
أمي مخزنُ ذنوبي وأخطائي/ لقد أرضعتني خمس سنوات كاملة/ بحجّة أن تكون لدّي عظام قوية/ لهذا وكلّما اشتقت لها تؤلمني مفاصلي

أتفتتُ رملًا ثم ملحًا وأشياء أخرى
ولتولد إلهتك الأولى/ مفطورة على الدم والتراب/ ولتنطق بحكمة الأول العبثي/ فيك/ وجنون المستولد العبثي/ منك/ ثلاث نقاط بعد الكتابة

عربة الظل السريعة
كان جسمي أبيض/ ثم اصطبغ بألوان الحياة/ وبقي قلبي أبيض/ واقتلعتُ الماضي/ وزرعتَني في أرض جديدة

يتحدّثُ الألمُ بصوتي
حين ستأتي منظمات حقوق الإنسان/ وحماية الطفولة/ سأسلمهم إياه دون مقاومة/ وسأعترف لهم بكل الإساءات/ لقد أخفته/ وبالغت في تهذيبه/ وصفعته/ ولمته مرارًا وتكرارًا

الطريق يعرف نوايا خطوتنا
في بلادي العصافير/ تبيع أغنياتها/ لأعشاش الصمت/ */ جسدي تابوت/ آمن لبرد الميلاد..