
حديث الأخضر
جاؤوه واحدًا تلو الآخر، والمصائب رافقتهم مثنى وثلاث ورباع، الحُدْبُ حاصروه ورموه في حفرة ضيقة

شيزوفرينيا الكون
ظلامٌ نتلحّفُه/ بصمت مخلوقاتٍ مسيّرةٍ/ لا ترى في الأفق سوى وهجٍ ضئيلٍ/ هو وهجُ موتٍ أمسينا نتوسّلُه/ ليحرّرَنا من اللاجدوى

وصية الغريق
لم يعرفني أحد غيرك/ لكنني لا أعرف من أكون/ أريدك دليلًا/ أريد الوصول إلي/ سأتبع خطاك/ مثلما يتبع الضرير/ خطى عصاه

نبي العاصفة
في ليل الشمال المتجمد/ حيث الرياح تضرب أعالي السفوح/ ويهبط القمر إلى وادي الخوف/ يمارس أبناء العزلة طقوسهم

كم طيرًا سيكسر منقارُهُ في رأسي!
في أصابع يدكِ الثالثة/ التي لقنتْ الطيور/ سرَّ الأقفاص/ قرأتُ الماء/ وتحدثتُ مع الغبار/ قلتُ للشجرة: اركضي/ وغيرتُ اتجاهَ الريح

الملاك في جحيمه
كان السبعة مجتمعين تحت عرش النار في كل زمان ومكان، لكن بلا زمان ولا مكان، يحيط بهم الدخان والوهج المتصاعد من البحيرات، أصواتهم تنمو وتعلو في الهاوية كأشجار من الحجارة وعيونهم المتجمدة تفتت رخام الموسيقى، وتحرق عفن التاريخ.. تكلم السبعة بصوت واحد

ربما هذا ليس قاع الجحيم
"هي أنت، هل استيقظت؟" سمعتُ صوتًا قادمًا من ورائي. من هذا؟ لا أستطيع النظر خلفي. "من أنت؟" سألتُ الصوت. "أنا مربوط مثلك في الطرف الآخر من الشجرة" أجابني. "وماذا نفعل هنا؟ من أنت؟ أين نحن؟ ما هو اليوم؟" سألته بسرعة وبصوت عال

عن الظلام ربيبًا للنور
الناس والأزمنة والأمكنة تستعيد مواطنها الأصلية بين تضاريس الضوضاء اليومية ومنعطفاتها المزدحمة. اختفى مواء القطط في غياب صمت أساء إلى مذاق الهدوء، توارى خيال سجين لم ينتهي بعد من تحضير بريق النور، سواد يسمّر حيّزًا من وقت ممتلئ بآثام جلاده