صوتي الذي نزفتُهُ
أينَ صوتي الذي نزفتُهُ في الطريقِ إليك؟/ أين الذينَ غرَّرْتَ بهمْ قبلي؟/ كي يصدّقوا روايةَ العشبِ المسالمِ/ عن شجرٍ عظيم/ يغطّيه حين تحرقُ الشمس/ ذاكرةَ البستاني الأبله
من دفتر 2021
في زمن الطائرة والقطار السريع، يبدو العالم صغيرًا جدًا، لكنه رغم كل ما يدعيه من قرب بعيد، بعيد جدًا، بسبب الحدود والجمارك وجوازات السفر
ترانيم في سماء الخسارات
الدمعُ ينهمرُ على النافذةِ المغلقة/ كأن السماء تبكي من فرطِ الغيوم الوحشية/ التي تحبسُ القلوب مثل الرهائن/ من خلال زجاج النافذةِ/ الملطخة بتعبِ السنين
جنة العميان
هذي البساتينُ حبالٌ تخنقُ أيامك/ نخيلها واشٍ وخضارها خدعة/ وفي الضفةِ الأخرى أناسٌ/ يأكلون الغريب إذا جاعوا
أخذتُ الحزن على محمل الجد
أتدرينَ يا جورجيا/ لقد عددتُ مشكلاتي بالأمس/ واكتشفت أنها كثيرة/ ولا تستحق كل ذلك العناء
ما بقيَ لنا أكثر مما مضى
هكذا كلّما مججتَ سيجارة وكرعتَ كأسًا تعرف أنك سخيٌ في قتلك/ وهكذا حين تنثر أطرافكَ تدبُّ في التراب حشرات وبكتيريا وسماعات يقيسُ بها الأطباء طرقات القلب
أمر ممكن في نصال السكاكين
سينتهي العالم/ بطريقة مفاجئة/ في صباح أحد الأيام/ بينما يستعد الجميع للاقتتال/ سيتوقف كل شيء/ المياه في الصنابير/ الدماء في العروق/ الرصاص في البنادق/ الدموع في الأعين/ وهكذا/ في لقطة خالدة/ يحدق بها غرباء/ من عالم آخر
شؤم الأرض
كيف لكِ/ لو تستطيعينَ الكلامَ/ كيفَ لكِ/ بعدُ كلِّ هذه الكتبِ المنثورة بالدماء/ أن تنادي السواقي، والأشجار،/ الهداهدَ، والعناكب المتعبة من نسجِ/ البيوت المقدّمة قربانًا/ لمطاحن الغرباء؟/ ألا ترتجفين؟/ ألا يكفيكِ تشنجات دود القزّ/ في مخابئها؟
الإبرة كما القش.. مزيج من الوخز
يتسع الكون فجأة/ عندما نكون تائهين/ ليست فجأة تمامًا/ إنه الغموض/ الذي يجعل من البداية/ أمرًا بعيدًا/ كالنجوم/ التي تصير بلا معنى/ فيما لو اقتربنا منها/ ربما سنختار لها عندئذ/ اسمًا أكثر توحشًا/ أو نبقى مشدوهين/ أمام اشتعالها المهول إلى الأبد