
عبق البلاد
ثم أشتاقك/ أشتاقك كأني طفل أضاع أهله في عتمة القصف/ أشتاقك كسنبلة طيَّر الهواء أخواتها/ فبقيت في ذلك الحقل وحيدةً تعاني آلام الفراق/ ثم أشتاقك/ أشتاقك كأن ضلعي أضحى يئن على بعضه بعضًا/ ثم ماذا؟/ ثم أشتاقك

كهف تمّام عزّام
تتصل أعمال الورق بمشروعه السابق "طوابق" ما يجعلها لحظةً المشاهدة الأولى تبدو متصلة بالهدم في سوريا، إلا أنّ الأمر ليس كذلك تمامًا، فتلك البيوت المستلّة من عشوائيّات دمشق تحمل الهدم في داخلها، لشدّة بؤسها، يقول: "بيوتنا مهدّمة رغم وقوفها ملوّنة"

مكتبات في المنفى وكتبيّون في الإنترنت
نتيجة لصعوبة تأمين الكتاب الورقي العربي في أوروبا، انطلقت عدة مشاريع لمكتبات بيع كتب إلكترونية، منها مشروعا "كتابي من ورق" و"مكتبة العرب الألمانية"، اللتان تحاولان تقديم الكتاب العربي لقارئه. إحدى المكتبين وزعت 20 ألف كتاب خلال عام ونصف العام

مع حسين الموزاني في أكثر من عراق
كانت صور بغداد السبعينية، وهي أجمل نسخة لبغداد، لا تزال تستحوذ على ذاكرته، التي حاولت أن تبقيها كما عرفتها بمقاهيها وحافلاتها الحمراء، ونوادي السينما والحانات، وشارع الرشيد، ومطاعم الأحياء الشعبية الآمنة، والمكتبات، وذلك النوع الضروري من التسامح

لطخة حبر
اكتبْ لها/ وانتظر عصافيرها/ تحت غصنٍ هشّ/ اكتبْ/ عن النِّساء/ وتزوج سريرًا واحدًا/ اكتبْ/ عن وطن/ واترك الحقائبَ في المنفى/ اكتبْ لمن تحب/ لمن تكره/ بوسعِ الكتابة/ أنْ تحرِّرَ عصفورًا من قفصٍ/ إلى شجرةٍ في الغابة

نصف رغيف.. كأس ماء
نحن فرسان بلا أفراس/ سعداء كنا/ حين كان الوطن صغيرًا/ وكان الحب صغيرًا/ كهروب وردي اللون في الأحلام/ لا تكثر الكلام/ سقطت أول غرسة زيتون وأنت هناك/ تجمع الخبز والسجائر/ تخزنها في ثنايا الوقت/ وتبكي/ تخزنها في ذاكرة مثقوبة/ وتنتقم من الحياة التي كانت

ثلاثة أخطاء يومية
أخطئ ثلاث مرات في اليوم على الأقل/ مرةً حين أفيقُ/ بشكل عاديّ، مثل كثيرين/ في بيوتهم/ على أسرّتهم المريحة/ وأصنع قهوتي بيدي، مثلما يفعلُ الشعراء تمامًا/ وأستحمّ صباحًا/ وأجد شجرةً تطل من شباك الصالون/ أقرأ من سلامها الصباحيّ درجات الحرارة

جراح مُقطّبةٌ بالفحم
الوقت هنا ليس سيفًا قد تستطيع أن تبارزه، فبالرغم من كل محاولاتهم لاختصار الوقت وزيادة الكفاءة، لم تكن نتائجه تثمر سوى عن بضعة روبوتات بشرية، وثلة من عجائز الشارع يندبون العمر. لقد قاموا باختصار النفس البشرية فلم تعد تهمهم نهاية ولا بداية

ناجي رحيم.. لعبة أرشفة الخوف
بدءًا من العنوان "سجائر لا يعرفها العزيز بودلير" يفتتح الشاعر العراقي ناجي رحيم المشهد الشعريّ الخاصّ به بخفّة ساحر، اللغةُ مطواعة ومروَّضة. عندئذ لا ضير في ألا يقرأه أحد! الكتابةُ فعل مجاور للعيش بكلّ بساطة، مجابهة الأسى بالسجائر

خربشات
وأنا في عتمتي أحترف/ غناءك. وأكتبكَ/ كلما ضاق بي المكان/ يمرّون بي كمحطة سفر/ لا أحد يستقر هنا/ يرحلون/ وأبقى/ واقفًا هنا وحدي/ كزنزانة منفردة هو منفاي./ للدم حصة مني كما الماء/ أُقتل طعنًا أو غرقًا/ لا فرق/ فأنا.. مثلُكَ/ كُتِب عليّ الموت أينما أكون

رحيل فدوى سليمان.. صوت الثورة السلمية
اليوم منذ الصباح، نعى السوريون الممثلة فدوى سليمان التي توفيت في باريس بعد صراع مع مرض السرطان. فدوى التي ألهبت الجماهير بهتافاتها زمنَ الثورة السلمية في أحياء حمص، بصحبة عبد الباسط الساروت أيقونة من أيقونات الثورة السورية

وحيدًا إلا من ظلها فوق الستائر
أحاول صدقيني أن أرمي نفسي بين الزحام/ والزاحمين/ والمتزاحمين/ لألقي كلمة في الهواء/ كلمة تنفجر حين تلامس سطح الماء/ وتغدو عرجاء بقدم معوجة/ وأغدو أبكمَ.. وفي فمي نحاس مصهور/ وفي فمي – لو تدرين- يا أنت/ خبابا وحكايا/مسحورة النهايات.. وأخرى بلا نهاية