
سأبيع نظارتي الشمسية لأشتري "سوزوكي"
غدًا أو بعد غدٍ/ سأقول لكِ: إنني لست شاعرًا/ وما زلت أُنظِّف أسناني قبل النوم/ أنام إلى جانب أمّي خوفاً من البعبع/ أشرب الحليب صباحًا وأتابع الكابتن ماجد في المساء/ ألعب كرة القدم في الزقاق/ أبيع المفرقعات بسعر الجملة/ وأتاجر بالسجائر المهرَّبة

المدينة التي تزيّف بوصلات العالم
المدينة التي رأيتُ أنهارها/ وأزقّتها وسماواتها/ تسيلُ من العيون نِصف المغمضة/ وهي ترتل النشيد الوطني/ في مختلفِ اللغات والساحات/ المدينة التي تزيّفُ بُوصلات العالم/ وتحتكرُ الجهات/ المدينة تختزلُ كلّ المَدائن/ المدينة دمشق

تسافرُ المياهُ في المياه
أجمع أجزاءً من زجاج محطم/ ألصقهُ في الفراغ بين قاسيون، وقاسيون/ هذا كما في الرؤيا/ بعيدٌ/ لا يقترب إلا في أحلام المدينة/ طرقات ضيقة/ يأتي الليلك الجبلي نحوي زاحفًا/ تأتي الحصى/ وانكسارات الشمس فوق وجه المياه/ يقترب الكونُ حتى ينتهي في وردة بيضاء

سوريا
سوريا الجريحة جرحًا يتسع لمجرات وأكوان/ سوريا الحزينة حزنًا يبلعنا لقرون/ سوريا هي الندبة التي نحملها على وجوهنا أينما حللنا/ سوريا العصيّة على التعريف/ سوريا المعمّدة بالدمع والمغطاة بتراب قديم موغل في القدم/ سوريا الأسوار/ سوريا السجن

ستمطرُ يومًا
الشوارعُ التي لم يتسنَّ لنا تهجّيها تئنُّ من تناقصِ الخُطا.../ المقاعدُ التي لم نشغَلْها تئنُّ من البرد.../ الوجوهُ التي كانت ستتهامسُ بما يفوحُ مِنّا من رائحةِ النشوةِ في الطرقاتِ/ تئنُّ من الحرِّ والموتِ واللجوء