
نزار قباني: إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني
كان التمرد ميزة نزار قباني (1923 - 1998)، في الأفكار والأسلوب. فمنذ بداياته الأولى أراد أن يقدم نفسه بصورة المحارب والمتمرد الذي يقاوم سلطات زمانه بالعناد والشغب الشعريّ

حياةٌ اقتسمها الأنذال
الطريق إلى المقبرة/ حيث يرقد أبي/ مكسوّ بغطاء من العشب/ بإمكانك أن ترى الآلهة على براءتها/ الآلهة تستند إلى مقاعد حجرية/ وُضعت خصّيصًا لها لأجل عناء الأرض

مرثية لعبد الرحمن اليوسفي
بدل أن ينتصر عبد الرحمن اليوسفي لأنانية الإنسان، التي اعتبرها طوماس هوبس جزءا لا يتجزأ من النفس الإنسانية، من خلال جملته الشهيرة:" الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، فضل أن يكون غيريًا، ويفكر في مصلحة الآخرين، ومصلحة الجماعة

في رثاء هند.. التي مرت من هنا
الرحلة تبدأ بسرعة شاقة وممتعة، مملة ومؤلمة، دروسها أكبر من قدرتنا على الاستيعاب، فظائعها أكبر من أفراحها، نوحها أكثر تنغيمًا من رقصها

إلى سعاد حسني.. سعادتي الأبدية
إلى سعاد، سعادتي الأبدية، وحسرتي التي تعضني كأنياب وحش، إلى الندامة التي تجعلني لا أنام الليل ولا أكف عن السؤال "لماذا، وكيف" إليك أكتب يا مسرة، إلى مسألة موتك غير المألوف، للغموض الذي أحب في تصرفات وجهك والأجوبة الكثيرة المبهمة التي تنقصها أسئلة

تلك القُبلات لم تكن عن حب لذا اطمئن في موتك
تابوتك سرقه لص خجول ذات مرة،/ عندما جربنا النسيان عن قصد.. كنا مخبولين بالتأكيد/ حين أنه من البديهي/ أن يشتاق الموتى لبعضهم البعض/ ولو من باب المزاح/ توسلت ألا يأخذه/ تابوتك أعني/ لكنهم أخذوه وصنعوا من أخشابه شرفتي

مرثية لفتح النور بن إبراهيم
هذه الأرض الطيبة، قررت مرةً أُخرى أن تحبل بك، وهذه الدموع تتحجر لك، وهذه الزهور تحني قاماتها لأجلك، وكل جمهور المسرح يبكي على نفسه.. ثم على نفسه.. ثم عليك.. لكن حذارِ، كونك ميتًا اليوم لا يعني أنك معذورٌ لتغيب عن تدريبات المسرحية الجديدة

رثاء
هذا النص يتعبني وهذه الكلمات توجع رأسي، أحسّها كأمي حين كنت طفلًا كانت تمسك يديّ كي نعبر الطريق إلى الطرف الآخر من الشارع. أأشبّه هذه الكلمات بأمي أم أشبّه هذه الأفكار باليد التي تقودني إلى الضفة الأخرى؟ آين هي الضفة الأخرى؟ لا أعرف