
قصص قصيرة جدًا
يممت وجهي وجهك، شققت طريقي بين روبوتات مسلحة كانت بالأمس أطفالًا لاهية، بين رقاب وأياد مبتورة كانت أجسادًا ترقص وتمرح، وبدلًا من أن أقبلك انتزعت السيف وذبحتك، ووجهك الساخر يوجز حياتي، نسيت أن أخبرك أني لم أعدني، سكنتني الروح الغريبة وأصبحت آخر

حدث في المنفى
عندما وصلنا إلى فرنسا، تعرّفنا في الشارع على رجلٍ سوري، قال لنا بأنه مضى على وجوده في فرنسا أكثر من ثلاثين عامًا. في الحقيقة عندما سمعناه يتكلم اللهجة السورية على بعد أمتارٍ منا هرعنا إليه بعد أن زقزقت عصافير أدمغتنا من الفرح

نجم الدين سمان.. النساء مدن والرجال دول
اتسم نصّ الكاتب السوري نجم الدين سمان (1959) بالواقعية الساخرة التي تصنع الحياة، لأن منبعها روايات الناس وسخريتهم الشفوية بالدرجة الأولى، فالسخرية لغة الكاتب وسمته، وهي أيضًا خيط رفيع بين التهريج وإدماء الروح

"أجمل نساء المدينة": فانتازية بوكوفسكي
بوكوفسكي الذي كانت معظم أعماله أعمالا تدوينية، بمعنى أنها سرد تفصيليّ لما كان يمرّ في يومه، كتب أدبًا قصصيًا على الطرف النقيض تمامًا لهذه الواقعيّة، كما في مجموعتيه القصصيتين "أجمل نساء المدينة" و"جنوب بلا شمال" واللتين صدرتا عن "منشورات الجمل"

قاسم مرواني.. نسيج حكائي للعبث
في لحظة إشراق، يختار قاسم مرواني الكتابة عن الانتحار، لا ليهرب من وجه مارغريت الجميل الذي أحاله الغياب إلى قبح كلي، بل ليقبض على ألقه من جديد عبر إغواء الحكاية وسحرها، ولسان حاله يقول: أنا هنا لأحدثك عن هذا العالم الذي يواصل الحياة رغم ما أصابك

حسن بلاسم.. معاينة الإنسان القابع في دواخلنا
في مختاراته القصصية "معرض الجثث"، يذهب بنا الكاتب العراقي حسن بلاسم إلى عوالم متخيلة، تفوق في قسوتها وعنفها قسوة العالم اليومي الذي تحيلنا آلة موته الجهنمية إلى عدم صفري. تهدف القسوة الزائدة في عوالم بلاسم إلى إحداث صدمة في وعينا المتبلد

"نكات للمسلحين".. مازن معروف وسحر القص العادي
في "نكات للمسلحين"، يقدم مازن معروف مخيالًا ينقل ثيماتٍ، تبدو في الظاهر شائعة ونمطيّة، إلى حيز ومزاج من الفاتنازيا التي تعكس في ذهن القارئ ذلك الانطباع بالجدّة الخالصة والحيوية والحاجة إلى التفكير فعلًا في التعاطي مع هذه القراءة كمتعة خالصة

هناك تحت ركام بيتنا
ما فائدة مدينة نحبها ونتغنى بِقدمها والحضارات التي مرّت واندثرت فيها، ولم نكن سوى عبيد فيها، لكن ضعفنا تجاه اقتلاعها من وجداننا، هو أننا ولدنا فيها، وذاكرتنا الأولى كبشر تكونت فيها، وأن فيها لغة وبشر أحياء وأموات

القبر
حرص ألا يعفس على القبور، وهو يطير فوقها إلى قبر أمّه، لكنه لم يحرص على ألا يرتمي عليه. كان قد تشقّق وخرج منه ثعبان بفم مفتوح. لدغه. وُلدتْ أمّه من قلبه: ألم أقل لك إنني سأكون عندك بمجرّد أن تناديني؟

ينصرف إلى المقبرة .. بلا وداع
وصلت إلى نقطة البداية.. أجده قادماً صوبي من بعيد يركض.. بدا كهلاً مرعوباً مثيراً للشفقة.. وكان عليّ أن أكتشف أنه كان يركض بعكس اتجاهي لأنه كان خائفاً مني. وبالطبع لم يلتفت للخلف، لظنه أني على مقربة منه