1. ثقافة
  2. نصوص

أغنية صغيرة للريف

19 ابريل 2020
أندريه براسيلير/ فرنسا
أحمد ماردينيأحمد مارديني

واكتب قصيدتها بوحل جذور الورد الأحمر.

بعطر البرتقال.

بندى صباحٍ يسبحُ في بلاط الصيف ذي الشَّعر الأجعد

كجدائل ورق اللّبلاب

اكتبها بعبق الجدران، ترشح الشّمس والعافية.

وبموسيقى العائدين من الحقول ترِنُّ التَّعب على مهل

بعرق جباه الأمّهات تُرصِّعُ الطّعام بالملح والقداسة.

 

اكتبها بالسّكونِ الذي يلبس ليل الضّياع.

بنيران البيوت الطّين توزّعُ السّهر وتستمع الحكاياتِ حتّى النّعاس.

بالسّوسنات اللّائي ينتشرن كالعَسسِ الأبيض حول مضارب البئر المنخفض.

بالماء السّجين في البئر المنخفض.

بأسرار البئر وبالصّوت يفشي السّرَّ ليلًا وبكامل الحذر.

 

اكتبها بالحذر الذي يُخدّرُ عيون الظّباء

وبالغريزة الخضراء.

وبالنّمش الذي يتمادى على وجوه البنات البيضِ صيفًا

برائحة اللّبن والغيم تفوح من اليدين وهُنَّ يُرتبن موائد العلف للماشية.

بنظرات الصبية، تحاول أن تحلم بما ترى

وترى الخيال من زاوية الرّيف، خارج عصر العولمة.

 

اكتبها بنسبية الرّيف الذي هو عنوان كلّ البدايات.

بالهدوء الذي يكتنف سير الحكايات،

دون عُنفٍ أو خاتمة

قصيدةً دون مُقدّمة

لا تحتمل النهايات

قصيدةً من أزلٍ

تبعث الرّوح في أجساد من رحلوا

ليُعيدوا ترتيل الكلام على الجّداول

عكس سيماء المعارك

عكس المجاعات

قصيدةً لا حرب فيها ولا هرب

ولا انتظارٌ ولا انتصارٌ

ولا هزيمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تقتلعين البهجةَ مِن مناقير العصافير الهابطة إليكِ

نتوءات على الجلد

كلمات مفتاحية

غوزانا.. ماذا بعد البحر؟

تبدل الحشد / والطوائف/ والآلهة جميعها: طرقوا بابك المحصن بالعيون النحاسية/ والتمائم والبخور/ لم تفتح لهم

زمن بلا أخ ولا ظل

اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

السرك البشري

دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة