1. ثقافة
  2. نصوص

تضامن تحت الإكراه

10 فبراير 2019
رسومات كهفية في الأرجنتين (ويكيبيديا)
مريم أبوريمريم أبوري

قال القلم متذمرًا: تعبت من توقيع عرائض التضامن!

ردت عليه اليد: وأنا كذلك سئمت تحريكك وتطويعك والضغط عليك. ولكن صاحبنا الضمير، له ادعاء آخر، باسم الإنسانية، الوطنية، والدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير.. لا ينتهي من تضامن حتى يدخل في آخر.

تجاهل الضمير شكواهما، وأعطى أوامر جديدة للتضامن. وقال: أسرعا! فعرائض كثيرة، جديدة ومجددة تنتظر التوقيع.

رد القلم (بعدما تبدّت له لا مبالاة الضمير): أعلينا أن نضع كذلك عريضتنا لتنظر إليها يومًا ما وتتضامن معنا؟وقالت اليد اليمنى (محتجّة كذلك): لماذا لا تريحني قليلًا وتكلف أختي اليسرى بالعمل.
صرخ القلم راجيًا: لا لا رجاء! إلا اليد اليسرى، فإنها تؤلمني بكثرة خروجها عن السطر. وتضغط على رأسي فأختنق. (يتدفق الحبر) رجاء رجاء! ارحمني أيها الضمير العادل وأشفق من حالي، ارحمني هذه المرة فقط، وسأكف عن التذمر.

احتجت اليد اليمنى لاحتجاج القلم. واصفة إياه بالأناني والمتملق.

صرخ الضمير في وجهيهما: اصمتا واكتبا!

(أتضامن مع.....) انصاع القلم واليد للأوامر، يتمتمان في حنق: أي مصداقية للتضامن تحت الإكراه؟

الضمير: لقد سمعتكما، ولا وقت لي لأضيعه معكما. لدي عرائض أخرى تتكاثر يوما عن يوم.

نهرت اليد اليمنى أختها اليسرى، التي تنهدت الصعداء. ورفعت القلم بعصبية ضاغطة على رأسه. تدفق الحبر مجددًا، فصرخ القلم متألمًا، وبصوت متقطع ومبحوح: إنني أتضامن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نرحل دون توقيع

ملاحظاتٌ مختلفةٌ إلى شيطاني القريب

كلمات مفتاحية

غوزانا.. ماذا بعد البحر؟

تبدل الحشد / والطوائف/ والآلهة جميعها: طرقوا بابك المحصن بالعيون النحاسية/ والتمائم والبخور/ لم تفتح لهم

زمن بلا أخ ولا ظل

اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

السرك البشري

دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة