حيث الظلال والأشباح تطل من النوافذ العالية
19 يونيو 2020
ما يشبه الأسى
سأبكي حتى أفقد ذاكرتي..
أو أغني إلى أن يختفي صوتي..
فتختفي معه الأسماء والكلمات من هذا العالم
المخيلة مرض مزمن لشاعر مثلي
أنا المليء بقلق النهارات وبكل هذا الجنون
لم أحتضن خوفي وهو يتنفس كقط مذعور
ولم أشكر هذه الجروح التي وهبتني بصيرة اللامرئي
كان عليَّ أن أربي العزلة أكثر لتصير غابة من موسيقى
كان عليَّ أن أصلي طويلًا للحطام في داخلي
لينام حزن الوحيدين.
الآن..
سأطلق الصرخة من سجنها
وشيء ما يضيء الأعماق..
شيء
ما..
يشبه
الأسى
شارع قديم
كنت أمشي في شارع قديم، حيث الظلال والأشباح تطل من النوافذ العالية، وغبار الذكرى تذروه ريح عاصفة في ليل عميق. ذلك الشارع الذي يحف جانبيه عشب بريّ نبتَ من جراح قديمة، وأرصفة تمزقت من خطى الأحياء بالأمس، واليوم هم موتى يرسلون لنا كلامهم مع النجوم ومع كل غريب خبأ الوجع واختفى. ذلك الشارع الذي حمل ملامحك وضحكتك الطفولية، هناك قطفت لك أول وردة، وغنيت لك أول أغنية، ومسحت عن خديك دموع الخوف، ثم حملت عنك تعب الأيام ومشيت به طويلًا دون أن أصل، في ذلك الشارع الناصع بعتمته والمضيء بأحلام مطفأة؛ بدأت حياتي كلها. الآن أسير فيه وكأني أسير حافيًا على جمر وزجاج.. درب لا تؤدي إلى درب.. وطريق لا يؤدي إلى طريق، وما قتلني صليب الأشواك الذي استراح على ظهري. لقد دعوت الله بحجم الألم العظيم الذي وهبه للإنسان، ثم كان على الإنسان أن يشكره ويسبح بحمده.. وأن يبقى ملوثًا بالفضيلة والبياض إلى الأبد.
دعوت الله ألا أشيخ ثلاثين أخرى من عمري
قبل أن أكمل الطريق إلى النهاية.
اقرأ/ي أيضًا: