ليونارد كوهين: تعيشين مثل إلهٍ في مكانٍ ما خلف الأسماء
24 أغسطس 2020
ليونارد كوهين (1934 - 2016) مغنٍّ وشاعر وروائي كندي. تنشغل أعماله في مواضيع الدين والعزلة والكآبة والجنسانية والفقدان والموت والحبّ.
كما لا يترك الضّباب ندبةً
كما لا يترك الضّباب ندبةً
على التّلّة الخضراءِ الدّاكِنة،
لا يترك جسدي عليكِ،
ولن يترك،
ندبةً.
عندما تقابِل الريح الصّقر،
ماذا الذي يمكن كتمه أكثر؟
هكذا، نلتقي أنا وأنتِ،
ثمّ نرقد، ظًهرًا يواجه ظهرًا.
كما تدوم ليالٍ كثيرة
لا قمر فيها ولا نجم،
سندوم أنا وأنتِ
إن غاب أحدنا وابتعد.
تعيشين مِثل إلهٍ
تعيشين مثل إلهٍ
في مكانٍ ما خلف الأسماء
التي أحفظها لكِ،
جسدكِ مصنوعٌ من شِباكٍ
ظلّي مجدولٌ فيها،
صوتكِ كاملٌ وناقصٌ
كبتلاتِ وحيٍ إلهيّ
في سربٍ من الإقحوانات.
تجلّين إلهًا هو إلهك
في سديمٍ وفي هيارٍ ثلجيّ
لكن كلّ ما أملكه
هو دينك، دينٌ لا وعد فيه
وأنصابٌ تتهاوى
كنجومٍ في حقلٍ
قلتِ إنّك لم تنامي فيه يومًا.
تقلّمين أظافرك
بِشفرة حِلاقة
وتقرئين الكتاب
كسِفر الأمثال
لن يكتب رجلٌ لك شيئًا أبدًا،
قِطعة غشاءٍ مرذولة
لصوتِك الذي
تلفّين فيها صمتكِ
تنساب نحو قوّة الجاذبيّة بيننا،
وماكينةٌ ما
لحياتنا اليوميّة
تطبع سؤالًا عاديًا فيها
مِثل صلاة الرّب على
قِطعةٍ نقديّة مملّسة.
حتى قبل أن أردّ عليك
أعرف أنّك لن تصغي.
نحن في غرفةٍ سويًا،
الوقت مساءً في تشرين الأول،
لا أحد يدوّن تاريخنا.
وأيًا كان الذي يحتجزنا هنا في قلب القانون،
أسمعه اللحظة
أسمعه يتنفّس
وهو يطرّز بروعةٍ قيودنا البسيطة.
اقرأ/ي أيضًا: