
كمن يترقّبُ حدوثَ الشّعر بدلًا من كتابته
الآخرون شديدو القسوة/ حتى في المسرحيات الصغيرة/ يموتون دون أن نتوقع ذلك منهم/ يتم تكفينهم بشجن/ ثم دفنهم ببلادة../ إزاء كل جثة جديدة لحيوانٍ خائب/ أمنعُ نفسي من الموت!

فراغٌ يهرشُ الدّمعَ عن الجلد
أُحبُّ الصديق الذي فيك/ أُحبُّه لأنه ليس صديقًا فقط، بل ربّ الأصدقاء على الأرض/ فأنا لا أثق إلا بك/ لا أؤمن إلاّ فيك/ ولا أملك القدرة على الحب خارج هذه العلاقة/ حتّى ممارسة الصّدق ذاته

استباحة الألم
لدي حساس جدًا يقول الطبيب، لكنني لا أوفقه الرأي، أنا أعرف جلدي جيدًا خبرته طوال هذه السنين، قد يبدو حساسًا للغاية لكن قدرته على التجدد تبقى معجزة رائعة، بالنسبة لي على الأقل

رمادُ حيوانات قديمة
وتقول: لم تزل حكاياتك حزينة/ قبلة إثر قبلة/ أنا راض بميراثي من شفتيكِ،/ نجمة إثر نجمة/ تتساقط الليالي من عيني/ ولم أستطع أن أجمعكِ في قصيدة/ أو أخبركِ كيف تبتكر الوحدة

صمت أجسادنا
المتألم لا ينشد مواساة، ولا لمسة حنان. أملنا في أننا ذات يوم سنستعيد لغتنا هو ما يجعل لمسة الحنان وكلمات المواساة مجدية

من أجل كرامة الحزن
يشهد زماننا حربًا مفتوحة على الحزن. تتجه الاهتمامات نحو تمجيد السعادة وتأثيمه. الرأي العام يرى السعادةَ العاطفةَ الأسمى، وأن الحزن هو نقيضها الذي يجب تجنبه تمامًا

من دفتر 2021
في زمن الطائرة والقطار السريع، يبدو العالم صغيرًا جدًا، لكنه رغم كل ما يدعيه من قرب بعيد، بعيد جدًا، بسبب الحدود والجمارك وجوازات السفر

بدا لها أنّه الاثنان معًا
رأته يتعالى بعينيه عن شارعٍ فقد شعوره، كان يتألمْ ويلمْلم شظايا حلمه فيما قصور روحه تنهار في نهار جسده

أشياء صغيرة
الكد الذي يرسم على الجدار بوادر الحزن/ صورة ملتصقة باللبان، أرضة أكلت جسد الوجه/ تركت أثرًا لتضيء شقوق الذاكرة المنسية

ذاكرة اليد
أنا العسراء.. كلما ارتدت يدي/ انكمش على قلبي الوجع/ ذكرتني بالندوب/ انا ربة بيت خائبة/ أفكر فيك فتحترق الطبخة!/ أنا ربة بيت دائمًا ما أسهو

يتحدّثُ الألمُ بصوتي
حين ستأتي منظمات حقوق الإنسان/ وحماية الطفولة/ سأسلمهم إياه دون مقاومة/ وسأعترف لهم بكل الإساءات/ لقد أخفته/ وبالغت في تهذيبه/ وصفعته/ ولمته مرارًا وتكرارًا

امرأة لا تنسى
قلت إن ما أشعر به من غربة سببه اللغة، وامتنعت عن الكلام مدة طويلة، وأومأت للجميع: "اصمتوا". فشعرت بغربة أكبر وبكيت بحرقة