
وقت قاتل
أنا أعمى لا أرى شيئًا في بلادي، التي يكسوها الغبار، أنا مقصوص اللسان، مبتور الأرجل، ممزق القلب، عليل البدن، ضعيفُ

قصيدة ابتهال
يا ربّ الجوعِ والعطش/ يا أبَ الكلمات وواهبها الأبكم/ يا وجهًا يتجشأ الذكرى/ ويسعلُ كالسحالي في الزقاق/ أعْطِهِ سيجارةً لا تنتهي/ وروحًا غيرَ معطوبة

ولدت وفي رأسي آلة تعذيب
لم يحدث أن شعرت بأي صداع/ على رغم من أن أبي/ استقال من المخابرات العامة/ إلا أنها لا تزال تعمل بشكل جيد/ المشكلة أنني لم أعتد على صوتها/ بعد منتصف الليل

كطفلة بلا فم
علاقة مريبة بين عينيّ والورق/ هما لم تصدّقاه يومًا، وهو لم يرحهما يومًا/ الورق بخيل ورسميّ، وعيناي تحبّان الغشّ/ هو محدّد ومعقّد، وهما زائغتان وبسيطتان

شمس دموية
الشمس الدموية تهبطُ الْآنَ/ لتذيب أبوابنا المصنوعة من الحَلَوى/ لتُضرّج الأطفال بأشعتها الحمراء/ تُيبس كل شجرةٍ زرعناها كأمنية

خليط أحمر، وردي وأبيض
الجسد مسجى على الخشب العتيق ذاته/ خليط أحمر، وردي وأبيض/ والثقوب ذاتها/ تتسع قليلًا كل مرة/ بدون المزيد من الألم

لن أصفح عن أبي لأنه جاءَ بي
أثقب غشاء الطبل في أذني/ لئلا أسمع صوت الحقيقة المتواتر/ كطنين ذبابة/ كان المنادي ينادي:/ ولدتَ من رحم العزلة/ وسقطت حيًّا في جحيم الرغبة

استراحة موكب أيوب
لا تبحث عنهم في المشافي/ لا تلم الأطبّاء والصّيادلة والأدوية/ لا تسأل عن قبورهم/ فما أبكاهم وذوّب آمالهم انتهى صداقةً/ في قافلة لا هدف لها

حدائق ميتة
صراخي لزج/ يدي جسورٌ محطمة/ ثيابي مقابر/ أمي شجرةٌ في دائرة العواصف/ وأبي ثمرةٌ مسمومة/ قبري ضيّق/ وجسدي قطارٌ سكران

الحدُّ الأقصى لسرعةِ المجازِ
ﻻ قواعدَ في ساحةِ كرةِ السلة/ ولا في ساحةِ المراجيحِ الرّملية/ ترفعُ نخبَ السّنونو/ وتداعبُ ابتسامتُها كلَّ العمّالِ العابرين

أصنع ثقبًا لأعبر منه
أطلق قصائدكَ كي تستريحَ/ كي يتبعثر التعبُ في هذا المدى/ كي لا يبقى منهُ إلا أثر العويل/ ورائحة الألم

نبيعُ أحلامنا بأثمانٍ زهيدة
أي موتٍ أرحم/ لأعيد ترتيب الحياة كما أريد/ ولأفسر الغاية من وجودي/ لرجلٍ عجوز يجلس على طاولة مقابلة/ وقد ملّ من الاحتراق