
أخذتُ الحزن على محمل الجد
أتدرينَ يا جورجيا/ لقد عددتُ مشكلاتي بالأمس/ واكتشفت أنها كثيرة/ ولا تستحق كل ذلك العناء

تجرّ أنفاسكَ في الريح
في المساء/ على الشارع العام/ وبالقرب من شجرة التوت/ كُنا نلقي قصائدنا/ أمام المارة/ ونتفاخر بها أمام حبيباتنا

إنّها الأيّامُ من كانت تسرقُ شعر والده
الوقتُ يعبُرُه بِلا توقُّف/ مِثل بيتِ ذلك العنكبوت لا يُرى إلّا عند انكسار الضّوء/ كُلُّ شيءٍ يخترِقُه بلا رحمة

مُثقل الخطوات
عُتمتي تلتهمُ الضوءَ بشراهة/ فيختفي لشدةِ سوادِها، أوصدُ أبوابَ عُزلتي،/ وأتّخذُ من طيفك/ أنيسًا

من ثقب في جدار الفراغ
حدّق في شعاع الكوكب النازف/ أنصت لنبض العشبة في قلب الجليد/ لانسياب الموسيقى في أوردة الحجر

للنهار مهمة التأويل
أود الآن في هذه الساعة الباردة/ أن أتجرد من الحواس/ من كل الأشياء/ أتجرد/ من اسمي

فكرتنا النادمة عن الوحدة!
أشير إليك/ وأقصد/ قلقي/ قلبك كوة في صدري/ يقصدها الجميع/ الأحبة والأعداء/ أحدهما يحلم بالوقوع/ والآخر يظنها النهاية

مثل شمسٍ في حقيبة
كيف أخرجكَ، لأحبكَ، وأموتَ عليك؟/ وأنتَ تطلّ من جسدي على موتكَ/ هكذا يمضيَ بي الوقتُ/ أوسّعُ لياليَ بملاحقتكَ من حياةٍ لأخرى/ وتوسّعُ صمتيَ بأنشغالِكَ/ وتُخبرُني أن آخذَ يدكَ وأبتسمُ بجانبِكَ/ حينَ يعبرُ الموتُ أليفًا بيننا

أجملُ الأمهات
أدينُ لكِ بوجودي يا أمي، لكنني أقولُ لكِ بأنّ رحم الحياة قاسٍ جدًا حتى تقذفينني إليه بعد تسعة أشهر، كانَ عليًّ أن أمكثَ فيكِ أكثر، كان عليكِ أن تأخذي عني عبءَ هذا الوجود لمدة أطول، ففي رحمكِ لم أكن أحملُ همّ هذا الوجود الثقيل، كنتُ مربوطةً فيكِ

طريق لا يفضي إلى شيء
أنجبتُ طفلًا/ لم يكن ذلك صعبًا/ صرختُ يومًا كاملًا عندما قرّرتُ ذلك/ ويومًا آخر عندما أنجبتُه/ ثمّ توقّفتُ عن الصراخ/ ذلك أنّني كلّما ذهبتُ/ وتركتُه مع الغرباء/ يظلّ صوت بكائه في أذني/ يرجع صداه/ إلى الأبد

أمر ممكن في نصال السكاكين
سينتهي العالم/ بطريقة مفاجئة/ في صباح أحد الأيام/ بينما يستعد الجميع للاقتتال/ سيتوقف كل شيء/ المياه في الصنابير/ الدماء في العروق/ الرصاص في البنادق/ الدموع في الأعين/ وهكذا/ في لقطة خالدة/ يحدق بها غرباء/ من عالم آخر

محادثة أولى
سأمضي يومًا، وأترك ورائي خطًا رفيعًا يدلّ على مكاني/ ماذا ستكون الفكرة حينها؟/ خطوة تلو خطوة، ستمحي الرياح كل شيء/ كل شيء/ كل شيء/ لن تدرك قدماك الطريق/ إذ أن البحث أسطورة/ ليست القصيدة صدى، إنها الثغرة حيث ننتهي