للنهار مهمة التأويل
4 يناير 2019
أود الآن في هذه الساعة الباردة
أن أتجرد من الحواس
من كل الأشياء
أتجرد
من اسمي
من المعاني التي تؤثث جسدي أو تنفيه
من حطب الذاكرة
من صوت المواويل التي تتردد بلا توقف
أتجرد
من الغيم الذي يسور النظر
ومن الهفوات وهي تغمس ملامحي..
من النواطير وهم يلدغون حياتي بارتياب كبير
من رائحة الأجداد
وهي تستفز سلم متأرجح بين الأمس والأمس أيضًا
من إرث اللعنات وصحو الألم
أود لو أتجرد من الهدوء كذلك
وأمضي بلا زاد
إلا
أنت
أحملك بوصلة إلى مدن شبيهة بالطمأنينة
وهادئة
مثل عيون الدمى..
كلما
ارتاد هذا الليل غرفتي
كنت
أكتبك تعويذة لطيشه
وأصنع
من ظلك جناحًا يقودني إليك...
أود
أن
أتجرد في هذه الساعة الباردة من العمر
وأشي لكتابك جملٌ لا تحصى عن الشغف
عن كونك وكنهك
وعن سر العشق
الذي يذيب الانتظار في حقول الترجي
عن
انهصار الوردة في تويج العلامات
والفواصل..
ومكوث التواريخ في ساحة التأمل
وعن
تهجد العصافير
على أغصان اللغة..
سأحبك مجردًا أو مليئًا بك
وأدع
للنهار مهمة التأويل..
اقرأ/ي أيضًا: