1. ثقافة
  2. نصوص

سدىً سافرَ المسافرون

11 يوليو 2023
لوحة لـ ألكسندر لاباس/ روسيا
صالح رحيمصالح رحيم

تأنيثُ الممشى

 

ترفرفُ بجنحيها في النهار

تظلل العذراءُ الفتياتِ القصيرات والطويلات

النازعات الحجاب

الناثراتِ لشعورهن

والمرتديات إياه.

 

تحطُّ العذراءُ في الليل

تتمشى بخجلٍ ناجزٍ وبليغ

لا تفرجُ عن ساقيها

ولا يطيرُ -عندما تمرُّ بجواره- الحمامُ الناعس.

 

تتبلَّلُ العذراءُ بالحكايات الرقيقة

ويبرزُ نهداها من وراء فستانها الملائكي على ضوءِ القمر

 

ليلُ بغدادَ ليس طويلًا

العذراءُ تشعله بالرغبة

 

وتطفئه قصيرًا باكتفاء الحاجة

تدسُّ العافيةَ في الأوردةِ والشرايين

وتخرِّبُ -في الوقتِ نفسه- قصةَ الخلق

 

لا تريدُ العذراءُ لهذا الخواء أن ينفد

وليصلب في نهايته

إنها تلدُ في كل صباحِ يسوعًا جديدًا.

 

تابوتٌ من العطايا أحمله على ظهري طوالَ اليوم

 

لثلاثِ نساءٍ يطاردنَ وطواطًا أعمى

ينفتحُ تابوتٌ

من قعره

تلتقطُ امرأةٌ مفتاحًا

 

تأخذ أخرى المفتاحَ لترميه في نهر ساكن

تأخذُ الثالثةُ التابوتَ بأكمله

لترميه في النهر الساكنِ نفسه.

 

التابوتُ يطفو، يظلُّ طافيًا لأسابيع، فيما النسوة الثلاث، يطاردنَ وطواطًا أعمى.

 

أحملُ التابوت على ظهري

وأنشغلُ بالغدّ.

 

مرثاة العاجز

 

سدىً سافرَ المسافرون

فاتهم إغلاق النوافذِ والأبواب

وعلى مخداتهم ينام الآنَ آخرون

افتُضِحَ ما كان يخشون افتضاحه

ثيابهم في الصندوق تختنق من الرتابة والملل

ثيابهم نفس الثياب.

*

 

ليلُ الثياب، ليلهم، يتبلل بآثار نومٍ عميق

أيام الثياب، أيامهم، ملأى بالنعاس

وبعيون الثياب، عيونهم، كانوا يلوِّنُونَ أيامَ الناس.

*

 

بإغماضةٍ، رأيتها بعينيَّ هاتين،

أسدلوا الستائرَ،

أطفأوا الأضواء،

وناموا، لقد سافروا تمامًا.

*

 

سدىً غادرَ المغادرون الأوامى

في آخر أيامهم رأيتُ الحياة تشتعل في أيامهم

صخبًا كانوا يملأون الزمان.

*

 

سدىً هاجرَ المهاجرون

منفيون كانوا، عمالًا، أسرى حربِ،

سجناء سياسيين، وأسرى عوائل،

هاجروا نهائيًا، وبقيتُ ضحكاتهم في آذاننا،

تجرفُ العالمَ،

وتدرأُ عن وكرِ العصفور غياب الله.

*

 

سدىً رحلَ الراحلون

رحلوا إلى الأبد،

وأبدًا لن يعودوا.

إذ ليس ثمة قطار للعودة.

 

أبي في جلبابه الأخير

 

كانت تتدفق في عظامه حياةٌ حافلة بالمآسي

وقواه تخورُ -دون أن نلحظَ- يومًا بعد يوم

حتى أنه بعد لحظاتٍ من ولادته

تفشى في أحشاء العائلة وهمٌ مثل مرضٍ خبيث

كبرَ -الوهمُ- على هذه الحالِ

روحًا مؤجلة بأغاني الميلاد.

*

 

وحياتي اليوم تتبدد في نهر مياهه تفورْ

غيابٌ ينتزع الألوان الجميلة من عينيَّ

ويحيل العالم إلى تراب.

*

 

ترابٌ يغطي الأشياء تمامًا

ترابٌ غريبٌ يغطي جسده بالكامل

ترابٌ يغطي الوردةَ والبيتَ

ترابٌ يغطي تراب

ويفضحُ الجوهر الخسيس لهذا العالم.

*

 

وعلى دكة غسل الموتى

رأيت أبي في جلبابه الأخير

ناصع البياض كان الجلباب

ومرصعًا بآية الكرسي وبدعاء ذي الجوشن.

*

 

نائمًا على دكة غسل الموتى

نائمًا بجلبابه الأخير

تاركًا وراءه التراب

يغطي شيئًا فشيئًا: زهرةَ العالم.

كلمات مفتاحية

غوزانا.. ماذا بعد البحر؟

تبدل الحشد / والطوائف/ والآلهة جميعها: طرقوا بابك المحصن بالعيون النحاسية/ والتمائم والبخور/ لم تفتح لهم

زمن بلا أخ ولا ظل

اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

السرك البشري

دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة