1. ثقافة
  2. نصوص

عندما كان العِنبُ يانعًا

28 يناير 2020
الهادي التركي/ تونس
عزّ شويةعزّ شوية

يا أنا المتعبُ، يا بعض أنّاتي..

إنّه الدُّجى صديق رحلتنا..

فهلّا نرتاح؟

ليس في الأمر ضيرٌ، ولا أحد غيرنا في هذا الوقت السحيق.

تعالوا، فلا فرحٌ هنا ولا ضحكاتٌ مجّانية..

أليس هذا ما تبغون؟

صدري، مقبرةٌ منسيّة..

تسكُنها أرواحٌ تحتَفِلُ كلّ ليلةٍ بخيباتي..

ورأسي هو الشّاهد الوحيد المتبقّي..

كُتِبَ عليهِ بتجاعيد الزّمنِ "وكمْ علّقنا آمالنا بالسّراب.."

لا شيء يدلّ إن كان هناك ماضٍ..

وحدهُ الخرابُ يمزّقني من الدّاخل..

وأنا وحدي أقاوم هيجان البركان بين أضلُعي..

هذه المقبرة التي أحدّثكم عنها، كانت يومًا ما، جنّةً صغيرة..

لكن هجرتْها غيوم الخريف الحُبلى،

فلا غيثٌ هنا ولا سُقيا..

سوى رياح من الأفكار لا تبشّرُ إلّا بشتاءات دائمة..

الربيع هجر جنّتي، وجَفّت الضّلوع التي كانت تسقيها..

"وكمْ علّقنا آمالنا بالسّراب"

عندما كان العِنبُ يانعًا، كنّا نسقي العابرين ألذّ الخمور..

كنّا نتفنّن في تعتيق الحبّ كلّ ليلةٍ..

حتّى نبدّد أحزانهم ونُذيقهم طعم النّشوة المفقودة..

نَسينا أنّ أحزانهم ملطّخةٌ بالخطيئة..

والجنّة أصابها القحطُ..

فأيْن همُ بعدما تركونا قبورًا خاوية..

بعدما أخذوا ربيعنا وتركوا سواد شتاءاتهم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

صديقي اللدود

هيَ كلّ هذا

كلمات مفتاحية

غوزانا.. ماذا بعد البحر؟

تبدل الحشد / والطوائف/ والآلهة جميعها: طرقوا بابك المحصن بالعيون النحاسية/ والتمائم والبخور/ لم تفتح لهم

زمن بلا أخ ولا ظل

اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

السرك البشري

دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة