1. ثقافة
  2. نصوص

قصيدتان إلى صوفي

14 يوليو 2021
لوحة لـ حمود شنتوت/ سوريا
فراس حج محمدفراس حج محمد

1

صوفي امرأةٌ جميلة جدًّا، شفّافةٌ مثل بلّورةْ

تعرفُ كيف تصارعُ الموتَ من أجلِ الحياةِ

الحبِّ

الشعرِ

الضوءْ

صوفي امرأة مثل ملاكٍ لا تؤمن بالهزيمةِ

المرضِ

الصمتِ

أوِ الظلامْ

صقلت مواهبها من أجل أن تقيم أعراسها اليوميّةَ تحت الشمسْ

تزهو بفتنتها

كلّ صباحٍ، تصنع لي في كأس الماء البارد قبلتين

وتطلّ من شبّاكِ "حديقتنا" وتغنّي

صوفي امرأة تعرف جيّدًا كيف تحوّل الأمل إلى خبزٍ يوميّ

تطعمني وتطعم العصافير الجائعةَ قمحًا وخبزًا، وأحلام الربيع القادمةْ

وتكتب في دفترها الأنيقِ بخطٍّ واضحٍ ورقيق، يشبه رقّة لحمها الفضيّ:

"إنّ الحياة تستحقّ أن تعاش"

صوفي امرأة لا تفكّر بالموت إطلاقًا على الرغم من أنّ الموت على سرير نومها، يغفو إلى جانبها، يشاركها المخدّة ذاتها، والشرشف ذاته، ويتقاسمان الهواء نفسه في الغرفة الضيّقةْ

تضربه كلّما التفت إليها بضحكةٍ متحرّرةْ

فيرقبها على العتباتْ

تزيحه براحتها، وتمرّ نحو السوقِ لتشتريَ الفساتين الجديدةْ

وعند عودتها تنسى أنّه ما زال عند البابِ ترمقه باستخفافْ

تأخذ زينتها لتراني على الجانب الآخر من هذا العالمْ

تلّوح لي

نجلس ساعتين، نقتل آلاف الحُكّامْ

ونأكل من لحوم الفسدةْ

ونشبع من حكايا الناسْ

ونطلقُ في الفضاء الحرّ سيلًا من الأحكامِ والأفكارِ حول اللهْ

فجأة تشغلها عنّي الحياةُ لتغرق في تفاصيلَ أخرى

وأنا- كالعادة- أكتب ما جرى وأنتظر رشفة من ريقها في صباح الغدْ

صوفي امرأة تعرف جيّدًا جدًّا كيف تُبنى الحياة جملةً جملة، وتستلّها من بين أنياب القدرْ

إنّها صوفي؛ امرأةٌ شاسعةٌ، شعشاعةٌ، وشعاعْ

شاهدةٌ وشهدُ

وشمعدانُ العيدِ الذي لا ينطفئ

 

2

سيكشفُ أمرَنا النقّادُ يومًا ما

النار آخذة بالاشتعالِ ورائحة النصوصِ تفوح بعطرك الأخّاذْ

يقتربُ القرّاءُ منكِ يرَوْن سَمْتَكِ في القصيدةِ، يسمعون الصوتَ في الجملة المحدّدةِ، يجدون ضوءكِ في المعنى المجازيّ البعيدْ

صَدَقَ الحدْسُ إذًا؛ أصاب الأصدقاءُ في توقّعهم إذ يشيرون إليكِ في لغتي، وفي قُبَلي، وفي شبقي، وفي سجودي، في ترانيم الصلاةِ، في سقمي، نشاطي والكسلْ

وفي أغاني الحبّ تلكَ وفي الرسائلِ والصورْ

إحداهما قالت: أراكَ تحوم في قصيدتها كروح

فأجبتها من دون خوْفْ:

- إنّها هِيَ هِيْ

- وإنّه هُوَ هُوْ

- إنّه الحبّ إذًا؟

- نعمٌ نعمْ، وأكبر ممّا يظنّ قارئ متعجّلٌ مهووسْ

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصيدة التهمة

بدمٍ بارد

كلمات مفتاحية

غوزانا.. ماذا بعد البحر؟

تبدل الحشد / والطوائف/ والآلهة جميعها: طرقوا بابك المحصن بالعيون النحاسية/ والتمائم والبخور/ لم تفتح لهم

زمن بلا أخ ولا ظل

اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

السرك البشري

دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة