مشهدان لوجعٍ يدعى الحبّ
5 أغسطس 2021
1
الحبّ أنّك موجعٌ دون سببٍ ظاهرٍ
تُعجزُ الطبّ والأدوية
وتفسد اختراع الطمأنينة والهدوءْ
تلغي قوانين الطبيعةِ
والشتاء الطويل الكثيفُ يصبح أقصرَ من فروع الشجرةْ
الحبّ لغة تسبح في بياض القلبِ
صمتِ الشفاهِ
احتدامِ التأمّلِ
اضطراب المنطقِ المعتلّ أصلًا
الحبُّ حبّة قمح فاسدة تستقرّ في قعر تربةِ القلبِ
تفسده عن آخره
تجعله هشًّا كقبضة قطنٍ
طريًا مثل الزغبْ
شائكًا كجملة رعويّة المعنى تمامًا
مائعًا كالهواء ساعة الفجر الأوليّ
الحبّ تعثّرٌ، وتلعثمٌ، وتغرّبٌ، وتبعثرٌ
وإضاءةٌ فضّاحةٌ لمجرى الدمْ
الحبّ هذا الكلامُ الذي يوجع الوقتَ
ويكتب الحدَّ
يقتل اشتهاءات المجاز في سلّة الذاكرةْ.
2
ثمّةَ ما أعددْتُه لامرأةٍ أخلفت موعدَها الوحيدَ معي
ولم تأتِ
فصارت كالحجرْ
ونَسيتُها، ونسيتُ ما شكلُ الكلامِ
قصيدةً وبريةً المعنى تنام على يديّ كوهج نارْ
ونسيتُ موعدَها
وما أعددتُه من هيئةٍ مُثلى لبضعِ أناملٍ من ياسمينْ
ونسيتُ يوم موْلدِها
وعامَ هجرتها الأخيرةِ قبل نحوِ سُنبلتينِ من وجع المفاصلْ
كما نسيتُ موعدها الوحيدْ
أُنْسِيتُها، وبلعتُ آخر منجل في الحقلْ
وبال في القصيدةِ سِرْبُ ثعالبٍ سَفِهةْ
ثمّة ما ليس يهمّ هنا أو هناكْ
الوردةُ لن تُروى هنا وهناكَ بدمعِ حجرْ
اقرأ/ي أيضًا: