والظّلامُ يسيلُ منَ النّوافذ
28 ابريل 2022
ظلام
كانت الريح عاصفة
والظلام يسيل من النوافذ
فجأة ظهر أمامي طريق من العدم
بدا كأنه أفعى ملتوية
أو غابة تطفو بين السحب
مع كل التماعة خاطفة كنت أشيخ بسرعة
فقدت ملامحي تدريجيًا
في المرة الأولى:
سقطت أذناي وخبأتها في جيبي
في المرة الثانية:
تدحرجت عيناي مثل حبات العنب
أخيرًا: اختفى الفم وصار رأسي كرة مجوفة.
عندما حاولت تذكر صوتي
باغتني صوت يشبه الصمت:
سنلتقي في الأمس!
وكانت الريح عاصفة
والظلام يسيل من النوافذ!
قرية جبلية
أنا موجود هنا
لا لأنّني أفكر
ولا لأنّني أرى أو أتكلّم.
أنا موجود لأنني أنصهر في الأشياء
أيُّ صمت بدائيّ يستفز حواسنا؟
لتبدو الأرض مكعبًا أزرق
في القرية الجبلية.
حيث السّحب الهابطة
وصوت نابض في الحجر
ربما يبكي البعض
وربما ينتحر البعض
الجمال هنا مرعبٌ وكئيب
هادئ تمامًا
هادئ
مثل شمس عذراء
مثل طعنة في الخاصرة.
سيرة في لوحة
الرجل الذي بنى أحلامه
من القش وأعواد الخيزران
ربّما كان بحارًا
أو رسامًا.
قبل عشرين عامًا
كان ينفث غليونه في المقهى
يبتسمُ فيصير الحائط لهبًا
بحثت عنه في أرشيف الموتى
وفي سجلات الولادة
في المصحات والسجون
في قاع البحر وظلمة الغابات
لم يعرفه أحد
ولم يتذكره أحد
وحدها الحجارة تتذكر أرواح ساكنيها.
*
في الغرفة أشعلت سيجارة
ونظرت إلى الجدار
فبكى وسال منه ليل محترق
بينما الغريب ظل يبني أحلامه من القش
ويبتسم عشرين عامًا
في لوحة مهجورة.