
اخرج الآن أيها الوحيد
اخرج الآن أيها الوحيد../ رب عذابات الحياة كلها/ واحمل جسدك الميت في المغطس/ فالبشر التعساء غادروا/ والندوب القديمة تماهت/ مثل الذكريات/ في الأمكنة الخالية/ افرش ظلك/ على كل الطرقات/ وامض حافيًا/ فهذا العالم صار لك

من أجل رغبة صغيرة
في غرفتي، أخاف من الذي في الغرفة المجاورة/ لا أعرف ما الذي تعلّم عن الحياة في مواجهة الموت/ وعن الموت من أجل رغبة صغيرة/ رغبة قد أكون وضعتها في آخر القوائم/ وحقا كنت لن أشعر بالأسف الشديد/ إن هي تجمّدت أطرافها أو قُطّعت

القبرُ وزهرةُ البابونج
فادخلي هذا الفضاءَ/ لتعرفي كمْ يعرفُ البشريُّ عن آلامِ شعبٍ واقعيٍّ/ ثمّ يكذبُ إذْ يقولُ بأنّهُ يحتاجُ وحيًا كي يصدّقَ واقعيّةَ/ ما تسجّلهُ الأساطيرُ القديمة في كتابِ الأوّلينَ./ ستكبرينَ/ وتكتبينَ/ عن اغترابِ الياسمينْ/ وتلوّنينَ بحدسكِ الشعريّ

رصاصةُ القنّاص صارت وحيدةً
الرجال كبار السن/ لا نسميهم عجائز/ الرجال كبار السن/ لا ينزحون من بيوتهم/ يظلّون يحرسون ذكرياتهم/ أو يموتون دونها/ رصاصة القنّاص التي استقرت في فخذ جارنا/ وظل ينزف طويلًا/ كانت تسلّي بؤسه/ رصاصة القنّاص الآن وحيدة

حظٌّ سيئ أثناء الشوبنج
في آخرِ اليومِ وأثناءَ الشوبنجْ/ قررتُ أن آكلَ شيئًا عندَ ماكدونالدزْ/ وقبل أن أقضِمَ حتى لُقمةً../ انفجرَ المطعمُ في وجهي بغيرِ سببٍ../ وحضرَ الإسعافُ كي يُنقذني من أن أموتَ جائعًا ومتعبًا/ والحمدُ لله استطاعوا../ رغمَ حظي السيئ اليومَ مع الشوبنجْ

تاءٌ يتراقصُ على بياضٍ
كذبةٌ خلاقةٌ، تشبهُ وجودي/ وكيف للطاهرةِ أن تلتقيَّ بي؟/ -أتوهمُ، أنني، المفتاحُ الأيسرُ لكفَكِ الأيمن/ المفتاح الأسود الذي سينهي هذه السمفونية/ بحركاتٍ رشيقة، يُنهي الوجود والأزل/ لأُعاود-/ أُعاود التَوهم، بأنكِ لي/ كألفٍ مقصورةٍ تُنهي الحديث

الغرفة
سئمنا أعشاش الزنبران/ لدغاته/ والوحل في استخدامه كعلاج/ من الركض خلف كلاب نباتية داشرة/ من البراغيث/ من الديدان باستخدامها طعمًا لفخاخ العصافير/ من تقشير أعمدة الحور/ تحت الشمس/ من إحداث فجوة في الأرض/ من غربلة ترابها

"البوقالة" تؤنس سهرات الجزائريات في رمضان
في شهر رمضان، تتسامر الجزائريات بلعبة "البوقالة"، وهي عبارة عن قراءة الحكم والأشعار الشعبية، التي تحمل الأمل والتفاؤل، وهي لعبة توارثتها الأجيال في الجزائر منذ عقود، وتزين سهراتهم في الشهر الفضيل

عالم الوجبات السريعة
في وداع الليل وقبل أن تغسل الديكة وجوهها، تغفو ضحكة في الطريق إلى وجه جديد، كان يقف في آخر الصف وانتهى ليله دون ضحكة. أسأل المعلبين عن أغان مكررة: ما شكل الحريق الذي رآه الجميع؟ هل طعم دمعاتهم متشابه، بعد أن مر الدخان على أعينهم واحدا تلو الآخر؟

الجنود توقفوا عن العدّ
الباعة المتجولون/ يلتقطون للمّارة الصور/ والأشياء التي تسقط من أيدي أطفالهم/ - شكرًا../ * / الحربُ تغلّف ساقيها/ بورق السلوفان الرديء/ * / المعتقلون في درس احتمالات/ الشهداء في طوابير شاقولية/ الجرحى شهداء مؤجلون/ * / لا رزنامة للعام الجديد في المدن

قميص الأرض
كنت أقول لابني: تعلم عزف الناي/ قال: لم؟/ قلت: لأن جراح الأرض كثيرة، ولا نملك يدًا كبيرة تداوي/ * أصابع تنبت في العراء/ تشير لقتلانا اللامرئيين/ دون صليب عرجوا إلى السماء،/ ناموا على كف الغيمة،/ يشبهون الزجاج المتكسر/ يحملون حلمًا/ لا يتكرر