1. ثقافة
  2. نصوص

رصاصةُ القنّاص صارت وحيدةً

12 أغسطس 2016
زهور في السماء لـ إبراهيم الحسون/ سوريا
عبود سمعوعبود سمعو

أخيرًا..
عادوا إلى البيت 
دخلوه بحذر 
في كلّ مسامة في وجههم عين مفتوحة 
الشقوق في كعوب أقدامهم 
مملوءة بالتراب والذهول الكثيفين 
تفحّصوا الأبواب 
والجدران 
والأشجار اليابسة 
كان البيت هادئًا كبريّةٍ
شهيًا كالعودة..
رغم انقطاع الكهرباء 
يتذكر الطفل 
أنّ زجاجة ماء 
تركوها في البراد قبل ثماني وستين يومًا 
حين فتحوه 
انفجر بهما 
الأب وطفله جثّتان باردتان 
من وقتها 
ما تبقّى من العائلة يعلّقون طعامهم في الهواء 
وقلوبهم أيضًا 
بعد أعوام 
عندما تكبر الطفلة 
سيأخذها خطيبها لتختار أثاث بيتهما  
ستقف أمام البراد مليًا 
تمامًا في أعلى الزاوية اليمنى 
ستجد ابتسامتين مثلّجتين 
وتبكي.

2

الرجال كبار السن 
لا نسميهم عجائز 
الرجال كبار السن 
لا ينزحون من بيوتهم 
يظلّون يحرسون ذكرياتهم 
أو يموتون دونها 
رصاصة القنّاص 
التي استقرت في فخذ جارنا
وظل ينزف طويلًا 
كانت تسلّي بؤسه 
رصاصة القنّاص 
الآن وحيدة.

3

عندما تنتهي الحرب في منبج 
أول ما سيفعله الناس هناك 
سيقطفون الريحان والآس
ويذهبون به إلى الحدائق.

اقرأ/ي أيضًا:

كش مات

وصية صرصور

كلمات مفتاحية

غوزانا.. ماذا بعد البحر؟

تبدل الحشد / والطوائف/ والآلهة جميعها: طرقوا بابك المحصن بالعيون النحاسية/ والتمائم والبخور/ لم تفتح لهم

زمن بلا أخ ولا ظل

اختلطت الأيام، تشظّت الذاكرة. لم أعد أميّز بين الحلم والحدث، بين الأخبار والذكريات، بين الغائبين والشهداء

السرك البشري

دخل كأنما إلى سيرك، يتقافز على إيقاع السخرية، يصطنع الضحك ليُضحك الناس، يلهث خلف الإعجاب السريع

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة