
رسائل الميتين
تغسل وجهك الحجري؛/ في بلاد البلاد..أنتَ الحرية/ حين تضمحل الحياة/ وأنت الهواء/ حين تكره الموت؛/ صرت كوطنٍ/ بلا مآذن وأجراس/ أحبب نفسك/ ومت بهدوء/ حين تكون هنا أو هناك/ في بلاد الطهر من العار!/ لأن الغد سيمرضُ/ والأمسُ كان وباء

لن تمتد يد لتسحبك
لا تنتظري كثيرًا هنا لن تمتد يد لتسحبك/ لا تضيعي وقتك بالشكوك/ تحرّري/ قلبك الرديء وروحك المرقعة لم يعودا صالحان للحياة/ أيهما أفضل المعاناة هنا أم الفناء؟/ أسئلة تافهة إجابتها معروفة إن لم تكوني جبانة/ "لنذهب أنا وأنت" يقول قلبي

أخشى على الطريق من خطواتي
لست أخشى وحشة الطريق/ أخشى على الطريق من وحشة خطواتي/ في غيابك../ أن ينغرز كعب عنادي/ في صدر شغفي الغضّ/ شغفي الذي ما زال يتهرّئ/ منذ انسلخت الحرية "مولودنا البِكر" عن مشيمتها/ وطوّقت أعناقنا جميعًا بحبلها السرّي

القمَر والخُبز والوُجوه
تذكرتُ، وأنا أتحدَّث معَ القمر أنَّه مدور مثل رغيف خبز مغمَّس بالدم أمام فرنٍ تم قصفه البارحة، لكنني لم أخبره بذلك، لأن دموعه لو انهمرت ستكونُ كفيلةً لا كي أصمت دهرًا فحسب، بل كي أنسحب كشاهد زورٍ على حقيقة أنَّ للدكتاتور ظلالًا عامِرة

نجومٌ في سماءِ القلب
وأنتِ قصيدةُ الشام/ وأنتِ فراشةُ التوليبِ/ أنتِ الصبرُ في التعذيبِ/ أنتِ أصابعُ الأطفالِ فوقَ دفاترِ الرسم/ وأنتِ كعاجلِ الأخبارِ عن نصرٍ يكسّرُ صخرةَ الغمِّ/ فأنتِ قضيّةُ الشعبِ/ وأنتِ نهايةُ الحربِ/ وأنتِ بدايةُ الحـُـبِّ/ وأنتِ رسالة ُالقلبِ

ما فائدة الوصول إلى نهاية؟
إزاء ماذا؟/ لو فعلت/ وأمامي هذا الفناء ما الفناء/ هل أركض؟/ ما فائدة الوصول إلى نهاية/ ما النهاية؟/ وما لون البشرة حين أصل؟ وما شكل الوجه بعد الستين؟/ هل يصعب رسمه؟/ */ الأصابع/ تصنع مجازًا للحرية/ ومجازًا آخر للنصر

رقصة العبيد في حلب
"إن الإنسان عدو ما يجهل"، هذا ما بدا جليًا بعد انتهاءِ كل معركة في سوريا، انتصارات زائفة للضحايا، هم الذين يخافون ومن شدة خوفهم صاروا أعداء أنفسهم وحريتهم. على وقع الموت والخوف المتكرر والمعتاد يقولون "انتصرت حلب"، على من انتصرت ومن المنتصرون؟

عزمي بشارة.. خرائط الحرية
يتناول المفكر العربي عزمي بشارة، في بحثه الجديد "مقالة في الحرية"، الصادر حديثًا عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، مفهوم الحرية، من بوابة الفلسفة النظرية، ضمن سبعة فصول، مقدمًا رؤية نقدية لبعض المقاربات والتواصيف التي ارتبطت مع المصطلح

إيلوثيريا رابعة
لكن ماذا لو حصلنا عليها ثم حصل ما حذرنا منه أنسي الحاج في "خواتم"؟ ماذا لو فضحت فينا الحريّة عريًا مخيفًا، فراغًا شاسعًا لا يرتقه شيء. ماذا لو كنّا نخبئ خلف الحريّة أكوانًا من الخواء؟ تلك الإيلوثيريا اللعينة، إننا نحبها ونريدها وإن لم نكن نعلم ما هي

السأم السوداني
نتحدث عن تغيير من دون أن نتغيَّر أولًا. نطالب بما لا نؤمن به حقًا: الحرية والديمقراطية والمساواة. نعلي من قيمة العُرف على حكم القانون اجتماعيًا، ثم نرفع شعارات ضد الظلم. لذا طبيعي أن نركض في مضمار شتم الأوضاع، والحكايات عن سوء "آخرين"

الصمت الذي يليق بحلب
السوريون، مع مجزرة حلب الكبيرة، أعادوا للصمت شخصيته المفقودة، وسوى أنهم ابتكروا طريقة تصميت جماعية من خلال الصورة الحمراء التي استبدلوا بها صورهم الشخصية، ابتكروا في الوقت نفسه لونًا للصمت. من كان يظنّ أنه أحمر؟

لم يعتقلكَ أحد
صاحب الشقّة في الإسكندرية، قرر أن يُخفض لي من الإيجار خمسين جُنيهًا، حين عرف أنّني سوريّ وقادمٌ من حربٍ ليست واضحة، كما يقول، بعد أن أخذ نفسًا عميقًا وهو ينظر في وجهي، سألني هل اعتقلك أحد؟ قلتُ لا، استردَ الخمسين جُنيهًا وقال لي: "إزاي ماحدش اعتقلك؟"