رسائل إلى فاء نون
ها أنا ضائع لم أستطع العودة إلى حيث كنتُ قبل سنوات. أتت فاء نون وأخذتني في نزهة، قطعت عليّ الحلم، رجعت سالمة من أحلامها، وبقيت وحدي هناك
أيروتيكا لجسد صوفي النقي
أيّتها المخلوقة من ورق الجنّةْ/ محلّاة بعطر ملائكة اللهْ/ لا تنامي قبل أن يغسلك اللّيل بي/ لأصبح جذرًا يرتوي من تربة وردكْ
وأخيرًا ستموت القدّيسة من العطش
المحبون يتحولون بالتدريج إلى حكماء وصوفيين، تتنزل عليهم السكينة، يصبحون محل ريبة وشك من المقربين، ينزوون، ويكثرون من التأمل، لكنهم سيحبون الوحدة فجأة
مشهدان لوجعٍ يدعى الحبّ
ثمّةَ ما أعددْتُه لامرأةٍ أخلفت موعدَها الوحيدَ معي/ ولم تأتِ/ فصارت كالحجرْ/ ونَسيتُها، ونسيتُ ما شكلُ الكلامِ/ قصيدةً وبريةً المعنى تنام على يديّ كوهج نار
قصيدتان إلى صوفي
صَدَقَ الحدْسُ إذًا؛ أصاب الأصدقاءُ في توقّعهم إذ يشيرون إليكِ في لغتي، وفي قُبَلي، وفي شبقي، وفي سجودي، في ترانيم الصلاةِ، في سقمي، نشاطي والكسلْ
قصيدة التهمة
عندما أوقفني "العسسُ" على باب المقهى/ وجدوا في حقيبتيَ الصغيرة مقالةً وقصيدتينِ قصيرتينِ/ كتابًا أحمرَ اللونِ/ صغيرَ الحجمِ/ أدسّ فيه رسالتينِ قديمتينْ
كم نحتاجُ لقضْم تُفّاحة؟
كمْ نحتاجُ أنْ نتسلّق قامة الشّجر الأخيرة/ في السّرب هُناكْ؟/ كمْ ليلةً سيبقى الليلُ مُنْتصب الظّلام/ مُعزّزًا بمخالب التُّفاح
إلى امرأةٍ تُدعى "صوفي"
اكنس بلابلها الكسولة في طريقك/ وتحرّر من غصنكَ العاري/ وأنبت مكان اسمها في معجم الأسماء وردة للسائلينْ/ وتصدّقْ على الشعراء الصغار قصائدكْ
كلّ شيء قد تغيّر
كلّ شيء قد تغيّرْ/ النّاشرون والكتّابُ والشّعراءُ والنُّقادُ/ تجّارُ اللغةْ/ في الصّحفِ والمجلّاتِ و"الكتبِ الأكثر مبيعًا في العالم"
نحاربهم أيضًا بالأغاني والهاشتاغ
لا تظني أن الحرب قد انتهت، فقط الصواريخ هي التي قد توقفت، لكن الحرب ما زالت مشتعلة، وها هي كل يومٍ تستعرُ أكثر من اليوم الذي قبله
الرسالة الخامسة والأربعون: إنّه لنهار مختلف
اليوم هو العيد، بعد أن تأخر العيد، فغزة في اليوم الثاني عشر ينبلج فيها قمر العيد الكبير، فلتحتفلي معي، بما يليق بهذه الفرحة العارمة
عن الحرب مرّة أخرى
لا الحيّ حيّ ههنا/ ولا الأموات تعرف لسعة الموت الطبيعيّ هناكْ/ لا فرق بين الفرقين إلّا بمقدار مزاج جنديّ يجرّب حظّه في الترقيةْ!