مبعث الدفء حريق ما
17 ديسمبر 2017
تهول الأرقام كل شيء
الذكريات والسنين
وإني أخاف على ذكرياتي من الهرب
لذا أحن
كامرأة بعيدة وكبيرة
يضحكني تذكر الشقاء ويبكيني
ويجفلني طيف الحب الذي غاب
الأقدام التي كانت تقطع الوعود والطرقات
والعيون التي لطالما أثارت الرهبة والسكينة
ولأن الحنين أصل الأسى
من قال إن الناس لا يكبرون بذات الطريقة؟
*
حسنًا أيها الحب
تَذَكر
مَبعث الدفء حريق ما!
*
ثمة أشياء يكفي أن تموت
لتفقد قيمتها
يجيء الموت
حاملًا كل الإجابات
تلك التي نخشاها
والأخرى التي نعرفها
يجيء الموت
محدقًا في قلوبنا
في أيدينا
وطعامنا
أصابع أقدامنا
وذكرياتنا
يحدق في أي شيء يصادفه
ويقول
ها
هل نجرَب؟
*
كل شيء في مكانه وأنا موجودة
كل شيء في مكانه وأنا غائبة
اللعنة
كيف صرت هكذا
بلا أثر!
*
العيون في كل مكان
مفتوحة على آخرها
للصيد والبكاء
عين الباب
إحداها.
*
ألوّح بسيف الوقت
ولا أقطع شيئًا
ولا أفهم كيف فعلها
الوقت الذي فاقم الجراح
هو نفسه الذي هدأها
وإني أعرف وقتي
قصير
ومتغطرس
يهونّه الضوء
ويُهوله العتم
يكفي لأشياء صغيرة
وفانية
وإني بدأت وقتي
بحدٍ يفتعل الجراح
وأنهيته باكرًا
بآخر يفاقمها.
*
نمت الغابات في قلبك
وأنا أتساقط فيه منذ سنين
محاولة أن أشرح لك
ما هي الجاذبية؟
*
يفعل الكون كل شيء
لئلا يجعلنا نعتاد
يفنى الوقود
والأحافير تفنى
وتظل الرياح
التي كانت تقلقنا
والجو الهادئ الذي كان فيما مضى
مبعثًا للطمأنينة والزهو
لم يعد كذلك مطلقًا.
اقرأ/ي أيضًا: